السبت، 1 مايو 2021

نظرية المنهج الإسلامي في التربية ..!

 



    في تاريخ التربية الإسلامية ظاهرة معينة، وهي أن هذه التربية في مطلع الحضارة الإسلامية استوعبت حاجات ومشكلات المجتمعات التي شملها المد الإسلامي، كما مكَّنت الفرد المسلم من استيعاب الثقافات التي واجهها في الأقطار المفتوحة، فتفاعل معها ثم استأنف مسيرة الفكر الإنساني؛ فكان ذلك الإنتاج الثقافي، وكان التراث العلمي الذي نما وتطور على يد الإنسان الأوروبي حتى بلغ صورته التي عليها في العالم المعاصر. (الكيلاني، 1985)

    إلا أن نظرية المنهج الإسلامي لها خصوصية، فهي قد خالفت كثير مما جاءت به النظريات الأخرى؛ إذ أنها تؤمن بالغيب، وتجعل الدين أساسًا لها، وفق مصادر ثابتة تتمثل في القرآن الكريم والسنة الشريفة، والأخذ بما أنتجته عقول العلماء المسلمين والمتمثل في الموروث الإسلامي، بالإضافة إلى الاستفادة من العلوم الإنسانية والطبيعية بما لا يتعارض مع مبادئها، ويرى القائمون على التربية الإسلامية ضرورة اهتمام المنهج بالفرد والمجتمع والمعرفة والعقل والسلوك، بالإضافة إلى تربية المسلم الذي يقوم بمسؤولية الخلافة في الأرض، وبالتالي يتكون المحتوى التعليمي في ضوئها من مجموعة من المعارف الإلهية، وما يتصل بالقرآن والسنة، وعلوم الشريعة، والمعارف المكتسبة. (الجهني، 2020)


مفهوم نظرية المنهج الإسلامي:

    عرفها يالجن (1411) بأنها مجموعة من التصورات والمفاهيم والأفكار والأحكام والقيم ذات الحد الأقصى من التجريد والعمومية المنظمة والمرتبطة منطقيًا بموضوع إعداد الإنسان المسلم حسب الأصول الإسلامية، وفي ضوئها يمكن تفسير العمليات التربوية الإسلامية وتبريرها وتقويمها.

    ويعرفها مدكور (2006) بأنها "نظام من الحقائق والمعايير والقيم الإلهية الثابتة، والمعارف والخبرات والمهارات الإنسانية المتغيرة، النابعة من التصور الإسلامي للكون والإنسان والحياة، والتي تهدف إلى تربية الإنسان وإيصاله إلى درجة كماله التي تمكنه من القيام بواجباته نحو الخلافة في الأرض عن طريق إعمارها وترقية الحياة على ظهرها وفق منهج الله".

    ويعرفها المزيني (2015) بأنها "مجموعة من المبادئ والحقائق المترابطة والمستمدة من آيات الله في القرآن الكريم، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والمبثوثة في النفس الإنسانية أو الكون، والشاملة لميادي العملية التربوية كافة، والهادفة إلى توجيه السلوك الإنسان ثم تفسيره في ضوء قيم الإسلام ومبادئه الخالدة".

    ويشير التوم (1411) إلى أن نظرية المنهج الإسلامي ليست من النظريات المجردة، بل تحول المعلومات إلى سلوك، وتنتقل من الجانب النظري إلى العملي، وهي موجهة ومرشدة ولا تكتفي بالوصف والتفسير والتنبؤ، بل تتعدى ذلك لتحقق عدد من الوظائف، وتتمثل فيما يلي:

1.      تقدم تصورًا واضحًا وأصيلًا للإطار الإسلامي التربوي.

2.      تكسب الفرد مناعة يقاوم بها التيارات التربوية الدخلية عليه.

3.      تعين المتخصصين على الانطلاق في أبحاثهم ودراساتهم من المبادئ التربوية الإسلامية.


الحاجة إلى نظرية المنهج الإسلامي:

تظهر الحاجة إلى نظرية المنهج الإسلامي من عدة نواحي كما ذكرها باجابر (1427)، وهي:

1.      تأصيل العلوم النظرية والتطبيقية، وتأكيد الهوية الثقافية للأمة الإسلامية.

2.      ضرورة ربط الماضي بالحاضر واستشراف المستقبل.

3.      إعادة بناء الشخصية الإسلامية بما يحقق عبادة الله وعمارة الأرض.

4.      مواجهة تهديد الغرب والغزو الفكري والثقافي.

5.      مواجهة الغزو الحضاري والثقافي، وحماية الثقافة الإسلامية.


مبادئ نظرية المنهج الإسلامي:

تنطلق نظرية المنهج الإسلامي من تسعة مبادئ كما ذكرها عبدالله (1406)، وهي كالتالي:

1.      ترسيخ الإيمان بالله سبحانه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

2.      الإنسان كائن مكرم يختلف عن بقية الكائنات اختلافًا في النوع لا في الدرجة.

3.      التعليم فريضة على كل مسلم.

4.      العملية التعليمية لها جانب فكري ونظري لا ينفصلان عن بعضهما.

5.      الحياة الدنيا حياة إنتاج وعمل.

6.      القوة في أسمى معانيها مطلب تربوي.

7.      الوجود كله خاضع لسنن إلهية ثابتة.

8.      الاهتمام بكل جوانب الشخصية الإنسانية عقلًا وجسدًا وروحًا.

9.      الجمع بين الأصالة والمعاصرة ضرورة لا غنى للإنسان عنها في العصر الحاضر.


مصادر نظرية المنهج الإسلامي:

المصادر الثابتة: وتتمثل في:

1.      القرآن الكريم وهو منطلق أساسي للمعارف والعلوم.

2.      السنة النبوية وتتمثل في دورها كمفسرة لكتاب الله وتوضيح السيرة النبوية العظيمة.

وما جاء به القرآن والسنة ليست فرضيات تثبت عن طريق التجربة، وبالتالي فهي ليست قابلة للرفض أو التطوير، ويتم التعامل معها من خلال الاستنباط العلمي الذي يقتضيه العلم بهما، والعلم بالقواعد الشرعية ومقاصد الشريعة، والعلم بالأدلة الشرعية التابعة لهما من إجماع واجتهاد وقياس وعرف واستحسان، فكل ذلك يجمعه صحة الفهم والرسوخ في العلم. (يالجن، 1411)

المصادر الثانوية: قد يستنير المنظرون لنظرية المنهج الإسلامي ببعض المصادر مثل: (الغامدي، 2013)

1.      الدراسات التاريخية والدراسات التربوية لآراء العلماء المسلمين.

2.      دراسة الشخصيات الإسلامية اللامعة في مجال التربية كابن خلدون والغزالي وابن تيمية وابن القيم وغيرهم.

3.      معطيات البحوث العلمية الصحيحة التي تلقي الضوء على طبيعة الإنسان وطريقة تعلمه.

4.      كل خبرات البشر التي لا تتعارض مع العقيدة الإسلامية.


أسس بناء نظرية المنهج الإسلامي:

ذكر مدكور (2006) أن الأسس التي تقوم عليها نظرية المنهج الإسلامي تتمثل فيما يلي:

1.      حقيقة الألوهية في التصور الإسلامي: فجوهر العقيدة توحيد الله تعالى، وتحقيق أركان الإسلام والإيمان وصولًا لمرتبة الإحسان في الدين الإسلامي.

2.      حقيقة الكون في التصور الإسلامي: فهناك الكون المادي والكون المغيب، وما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية من حقائق علمية تتعلق بالكون وما يتعلق به.

3.      حقيقة الإنسان في التصور الإسلامي: ويأتي ذلك بداية من أصل نشأة الجنين، ونشأة الخلق من الطين، وطور التكليف والتعليم، والفطرة الإنسانية، ومكونات النفس والإنسان وحاجاته.

4.      طبيعة المجتمع والحياة في التصور الإسلامي: ويأتي ذلك من خلال تربية الإنسان وعمارة الأرض، والعمل بمفهوم العبادة، وما يتعلق بالدين والعلم والمعرفة والتربية والثقافة والحضارة والحرية.


خصائص منهج التربية الإسلامية:

تتميز نظرية المنهج الإسلامي بمجموعة من الخصائص التي تميزها عن غيرها، وهي: (السعدون، 2012)

1.      الثبات: فالعقائد الإسلامية والعبادات والأخلاق تعتمد على القرآن الكريم والسنة النبوية، ويترتب على ذلك أنها ثابتة، وتقدم للناشئة على أنها حقائق ومبادئ لا تقبل الجدل أو المناقشة.

2.      التكامل: وهذا يعني أن جوانب الدين الإسلامي متكاملة تتبادل التأثير، ويعني أيضًا أن الإسلام يتناول الفرد من جميع جوانبه الفكرية والنفسية والجسدية بحيث يؤدي إلى تكوين الفرد المسلم المتوازن، كما يعني التكامل أيضًا عدم التناقض بين جوانب العملية التربية الإسلامية أي يوجد اتساق بين الأهداف والمحتوى والمصادر والوسائل والتقويم.

3.      الشمول: فللتربية الإسلامية نظرة شاملة للكون والحياة والإنسان، وتعنى بالإنسان من نواحي تكوينه جميعها.

4.      التوازن: ويتضح ذلك بالتوازن بين العقل والوجدان وبين الجسد والروح، وبين الدنيا والآخرة.

5.      العالمية: فهي صالحة لكل زمان ومكان مهما اختلفت الأجناس والألسن.

6.      الواقعية: فالإسلام يتعامل مع الحقائق الموضوعية ذات الوجود الحقيقي، لا مع تصورات عقلية، ولا مع مثاليات لا مقابل لها في الواقع، فهو منهج قابل للتحقيق في الحياة الإنسانية.

7.      المرونة:  فالتربية الإسلامية تجمع بين الثبات الذي يعني قطعية الأحكام وصلاحيتها لكل زمان ومكان، وبين المرونة التي تعني اتساعها لتشمل حاجات العصر وتغيرات الحياة المتجددة.

8.      الإلزامية: وهذا أن يعني أن التربية الإسلامية فريضة، فلا تحقيق لشرع الله إلا بتربية الأفراد على الإيمان بالله ومراقبته والخضوع له، وهي بذلك أمانة تتعاقبها الأجيال جيل بعد جيل.

    ويذكر النحلاوي (1996) أن المنهج المدرسي الذي تتطلبه التربية الإسلامية يجب أن ينطبع بطابعها، ويتصف بأهم صفاتها ومميزاتها، ويحقق أهدافها، ويُبنى على أسسها وتصوراتها الفكرية عن الكون والحياة والإنسان، وذلك بأن تتحقق فيه الصفات الآتية:

1.      أن يكون في تربيته وموضوعاته موافقًا للفطرة الإنسانية، ويعمل على تزكيتها وحفظها من الانحراف، وسلامتها، تلك الفطرة التي أشار إليها الحديث القدسي: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ...".

2.      أن يكون محققًا لهدف التربية الإسلامية الأساسي (إخلاص الطاعة والعبادة لله)، ولجميع أهدافها الفرعية التي ترمي إلى تقويم الحياة، وتوجيهها لتحقق هذا الهدف في جميع جوانب الثقافة والتربية، التي وضع المنهج لتعهدها والنهوض بها، كالجانب العقلي والوجداني والجسمي والاجتماعي.

3.      أن يكون في تدرجه ومستواه موافقًا في كل جزء منه للمرحلة التي يوضع لها من حيث طبيعة الطفولة فيها، ومستواها ومفاهيمها، ومن حيث الأنوثة والرجولة والمهمات الاجتماعية التي يهيأ لها كل من الجنسين.

4.      أن يراعي في تطبيقاته ونشاطاته وأمثلته ونصوصه حاجات المجتمع الواقعية والمعاشية، ومنطلقاته الإسلامية المثالية كالاعتزاز بالأمة الإسلامية والولاء لها، وذلك: بتحقيق الولاء لله، والطاعة لرسوله الذي أرسله ليطاع بإذن الله، وبمراعاة الاختصاصات التي تحتاجها الأمة في كل بيئة بحسب ظروفها الطبيعية التي يسَّرها الله، من خامات صناعية أو بيئية زراعية أو مناخ مداري، أو مكانة تجارية بحرية أو برية ... إلخ. بالإضافة إلى الاختصاصات التي لابد منها لرقي المجتمع في كل بيئة، كالاختصاصات الصحية والحربية والإدارية والإسلامية والثقافية، أي الأخذ من كل جانب من جوانب الحضارة بطرف مما لا يتعارض مع الإسلام، ولا يختلف معه أيما اختلاف، بل يعين على رفع شأن الأمة، وتحقيق شريعة الله وعدله وحضارة الإسلام الفكرية والروحية.

5.      أن يكون المنهج بمجموعه ونظامه سليمًا من التعارض، وموجهًا وجهة إسلامية واحدة، موافقًا للوحدة النفسية التي فطر الله الناس عليها، ولوحدة الخبرة التي يراد إعطاؤها للناشئ حول أسرار الكون وكائناته وسننه وقوانينه ونظمه ووقائعه، فلا تعلل هذه الوقائع والكائنات تعليلات متعارضة تعارضًا يظهر بين مادة دراسية وأخرى. بل يجب أن تُبنى العلوم والموضوعات بعضها على بعض، وأن يأخذ بعضها بأطراف البعض الآخر، فيكون بينها ترابط وتناسق يشمل موضوعات كل مادة على مدى العام الدراسي، فيعتمد منهج كل مرحلة على سابقه أو يرتبط به، ويكون بينها تناسق وترابط بين كل سنة والتي تليها، والتي تسبقها، فتُرتب مناهج كل سنة من المرحلة ذاتها ترتيبًا متسقًا متواصلًا. وفي السنة الواحدة يجب الربط ما أمكن بين كل مادة وأخرى، كما يجب صبغ جميع المواد بصبغة إسلامية واحدة، وتوجيهها بحيث تحقق بمجموعها هدفًا أسمى واحدًا. وكذلك في سائر السنوات والمراحل المختلفة من الحياة المدرسية والجامعية، أي يجب أن تصدر جميع هذه المناهج عن أصل واحد، هو أن العالم كله ملك لله، وأن جميع الناس فيه عباد يحيون وفق مشيئة الله وحسب شريعته، وعلى هذا تتحول جميع العلوم الدنيوية لتصبح عاملًا من عوامل تكوين النفس الإنسانية تكوينًا ربانيًا على طريقة التربية الإسلامية وأسسها، ولا حاجة حينئذ إلى تقسيم مواد المنهج إلى علوم دينية وعلوم دنيوية.

6.      أن يكون واقعيًا أي ممكن التطبيق متناسبًا مع إمكانيات البلاد التي تريد تطبيقه ومع ظروفها ومتطلباتها.

7.      أن يكون مرنًا في أسلوبه يمكن تكييفه مع مختلف الظروف والبيئات والأحوال التي سيطبق فيها، ومع مختلف القابليات بحيث تراعي فيه الفروق الفردية.

8.      أن يكون فعالًا، يعطي نتائج تربوية سلوكية، ويترك أثرًا عاطفيًا جياشًا في نفوس الأجيال بما يمتاز به من أساليب تربوية سليمة بعيدة الأثر، ونشاطات إسلامية مثمرة عظيمة الأثر، سهلة المنال والتطبيق، معروضة عرضًا واضحًا.

9.      أن يكون كل جزء منه مناسبًا للمرحلة التي يوضع لها من مراحل أعمار الناشئين، كبناء التعليم الديني والثقافي في مرحلة الطفولة على أساس يتناسب مع تطور الشعور الديني والنمو اللغوي لهذه المرحلة، ومعالجة مشكلات الشباب في المرحلة الثانوية، وتربية الانتماء الاجتماعي إلى الأمة الإسلامية في المرحلة المتوسطة، وهكذا يتمشى المنهج مع النمو اللغوي، كما اكتشفته الأبحاث النفسية ، ونمو الاستعداد الديني والاستعداد الاجتماعي فيختار لكل مرحلة ما يناسب الاستعداد والنمو الذي بلغه الناشئ فيها، ويحتاج هذه الشرط إلى دراسات نفسية إسلامية لطبيعة الجيل المسلم النفسية، ولمراحل نموه، ولنمو استعداداته وقدراته.

10.  أن يُعنى بالجوانب الإسلامية السلوكية العملية كالتربية على نشر الدعوة الإسلامية، وإقامة المجتمع المسلم في الجو المدرسي، بحيث يحقق جميع أركان الإسلام وشعائره، وأساليبه التربوية، وتعاليمه وآدابه في حياة الطلاب الفردية، وعلاقاتهم الاجتماعية، ورحلاتهم للدعوة إلى الله.

11.  التربية الإسلامية ذات طبيعة خاصة، يقول تعالى: " ثم جعلناك على شريعة ... ويقول سبحانه: "قل هذه سبيلي ... إلا أن المسلمين بحثوا في المناهج التي تسير عليها المدرسة الحديثة فأخذوا بخيرها واستبعدوا ما اختلف منها مع العقيدة الإسلامية.

12.  ليس من طبيعة الثقافة الإسلامية ولا من شأن التربية الإسلامية استخدام منهج المواد المنفصلة، فهي تعتبر كل العلوم التي انبثقت عنه ما تزال وظيفتها توضيح الشريعة الإسلامية، والحفاظ عليها، ولابد من ربط كل هذه العلوم بهدف التربية الإسلامية.

13.  أن التربية الإسلامية يمكن أن توصف بأنها تربية محورية، على أن يكون المحور الأساسي هو إخلاص العبودية لله، وهذا المحور يمكن أن تدور عليه جميع المواد الدراسية والعملية.

14.  أن دور النشاط المنهجي أو منهج النشاط في التربية الإسلامية يعتبر دورًا متممًا للمنهج، ومحققًا لأهدافه والغاية الأساسية من التربية الإسلامية، ولابد فيه من ترابط أو تسلسل مناسب لطبيعة المراحل العمرية للمتعلمين.


مكونات منهج التربية الإسلامية:

أولًا- أهداف منهج التربية الإسلامية:

ترتبط الأهداف في نظرية المنهج الإسلامي ارتباطاً حقيقياً بالعقيدة الإسلامية، ويمكن تقسيمها إلى ما يلي: (يالجن، 1411)، و(الغامدي، 1418)

1.      الهدف الديني: ويتمثل فيما يلي:

·         التنشئة العقدية الصحيحة لأبناء المجتمع المسلم، وإعداد الإنسان الصالح الذي يعبد الله عز وجل على هدى وبصيرة.

·         الحفاظ على الفطرة وتنميتها من خلال تعريف الإنسان بخالقه وبناء العلاقة بينهما على أساس ألوهية الخالق وعبودية المخلوق.

2.      الهدف الأخلاقي: ويتمثل فيما يلي:

·         أن يتخلق الفرد في المجتمع المسلم بالأخلاق الحميدة، من صدق، وأمانة، وإخلاص، ... إلخ.

·         تربية المسلم على ممارسة السلوك الذي يحقق الأخلاق الإسلامية.

·         تربية ضمير الإنسان المسلم.

3.      الهدف العلمي والتثقيفي: ويتمثل في الآتي:

·         تكوين عقلية مؤمنة تبحث عن الحكمة أينما كانت وتستفيد منها.

·         إعداد شخصية إنسانية متوازنة تتفاعل في إطارها كل عناصر الإنسان المادية والفكرية والروحية على أساس من الوحدة الانسجام.

·         غرس حب العلم وتحصيل المعرفة في نفس الإنسان، وتزويده بالعلوم والمعارف، والمهارات والخبرات اللازمة.

4.      الهدف الاجتماعي: ويتمثل فيما يلي:

·         الإحساس بمفهوم الخير والشر لتكوين موقف إنساني مؤثر من هاتين القيمتين، وإمداد الفرد بوعي يجعله قادرًا على التصرف الإيجابي إزاءهما.

·         دراسة مشكلات واحتياجات الأمة، وصياغة الأهداف وفق واقعها وتطلعاتها.

5.      الهدف الدنيوي: ويتمثل في الآتي:

·         تكوين الفرد المتزن نفسيًا وعاطفيًا، وذلك بحسب التوجيه والإرشاد.

·         تكوين الفرد الصحيح جسديًا وعقليًا، بحيث يستطيع القيام بدوره وواجبه في عمارة الأرض واستثمار خيراتها.

ويمكن تحديد أهداف التربية الإسلامية على النحو التالي: (السعدون، 2012)

1.      تنشئة الإنسان الذي يعبد الله ويخشاه.

2.      تربية الإسنان لبلوغ الفضيلة وكمال النفس عن طريق العلم بالله عز وجل.

3.      تحقيق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.

4.      تربية المتعلم من جوانبه جميعًا جسديًا وعقليًا وروحيًا ونفسيًا واجتماعيًا.

5.      تنمية قدرة المتعلم على تعمير الأرض وتسخير ما فيها لصالحه.

6.      غرس القيم الإنسانية البناءة التي يربيها الإسلام في نفوس أبنائه باحترام إنسانيتهم، والتعامل معهم بغض النظر عن لونهم أو جنسهم أو دينهم.

وذكر مدكور (2006) 35 هدفًا تسعى لتحقيقها نظرية المنهج الإسلامي، وهي:

1.      إدراك مفهوم الدين ومفهوم العبادة والعمل بمقتضاهما.

2.      ترسيخ عقيدة الإيمان بالله والأخوة في الله.

3.      تحقيق الإيمان والفهم لحقيقة الألوهية.

4.      إدراك حقيقة الكون غيبه وشهوده.

5.      فهم حقيقة الحياة الدنيا والآخرة.

6.      فهم حقيقة الإنسان.

7.      تحقيق وسيطة الأمة وشهادتها على الناس.

8.      الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

9.      استعادة تميز الأمة الإسلامية.

10.  العمل على تحقيق وحدة الأمة.

11.  إعانة الطالب على تحقيق ذاته.

12.  إعداد المسلم للجهاد في سبيل الله.

13.  إدراك أهمية العلم وقيمته في إعمار الحياة.

14.  تعميق شعور الإيمان بالعدل كقيمة لا تعمر الحياة بدونها.

15.  تأكيد شعور الطلاب بأن الحرية فطرة إنسانية.

16.  إدراك مفهوم الشورى في التصور الإسلامي وتطبيقاته.

17.  تأكيد المفهوم الصحيح للعمل في التصور الإسلامي.

18.  إدراك مفهوم التغير الاجتماعي في التصور الإسلامي.

19.  إدراك مصادر المعرفة والعلاقات بينها.

20.  إدراك الفرق بين الإسلام والتراث الإسلامي.

21.  إدراك مفهوم الثقافة والحضارة في التصور الإسلامي.

22.  إدراك الفرق بين الغزو الثقافي والتفاعل الثقافي.

23.  ترسيخ مفاهيم العدل والسلام في عقول الطلاب.

24.  الاهتمام بالسيطرة على مهارات اللغة العربية.

25.  إدراك أهمية التفكير العلمي وفهم مناهجه، والتدرب على أساليبه.

26.  إدراك الطلاب لمفهوم الفن والأدب في التصور الإسلامي.

27.  بناء الشخصية القوية الكادحة لا الشخصية المترفة.

28.  فهم النظرية التاريخية الإسلامية وتطبيقاتها على الواقع التاريخي.

29.  فهم الطلاب لطبيعة المجتمع الإسلامي.

30.  فهم أساسيات النظام السياسي في التصور الإسلامي.

31.  فهم أساسيات النظام الاقتصادي في التصور الإسلامي.

32.  إدراك الطلاب لأهمية نظام الأسرة في الإسلام.

33.  إدراك الطلاب لمهمة الإعلام الحقيقية في المجتمع المسلم.

34.  الاهتمام بالمدخل الحضاري في تعليم الكبار.

35.  تنمية شعور الطلاب وإدراكهم للمسؤولية الاجتماعية.


ثانيًا- محتوى منهج التربية الإسلامية:

من المجالات التي ينبغي أن يتضمنها محتوى المنهج في ضوء النظرية التربوية الإسلامية، ما يلي: (الغامدي، 2013)

1.      المعرفة الخاصة بالدين الإسلامي الحنيف.

2.      معرفة النفس البشرية والإنسان من كافة الجوانب.

3.      المعرفة الخاصة بالكيمياء والفيزياء، فهذا العلمان يختصان بالجمادات التي خلقها الله تعالى.

4.      المعرفة الخاصة بالنباتات والحيوانات.

5.      المعرفة الخاصة بالكون والظواهر الكونية.

6.      المعرفة الخاصة بالبيئة ومجالاتها المختلفة.

7.      المعرفة الخاصة بالعالم الإسلامي.

8.      المعرفة الخاصة بالعلوم العربية.

9.      المعرفة الخاصة باللغات الأجنبية.

10.  المعرفة الخاصة بمكونات المجتمع ووحداته.

11.  احترام دور العلماء في الحضارة الإنسانية عبر العصور المختلفة.

وهناك معايير محددة لمحتوى المناهج في النظرية التربوية الإسلامية، وهي: (عبدالله، 1406)

1.      صدق المحتوى: ويشمل ضرورة تكامل العلوم الشرعية وعلوم الطبيعة معًا، فليس العلم كله فيما تدركه الحواس وتثبته التجربة؛ وإنما يشمل ذلك العلم بوجود إله خبير قدير، والتصديق بذلك، والعمل وفق ما يرتضيه الشارع في الأمور الغيبية التي تم الإخبار عنها. ومن مقومات صدق المحتوى أيضًا أن يعكس الحقائق والقوانين الأساسية في كل فرع من فروع المعرفة التي يتضمنها، وكذلك إسهامه في تحقيق الأهداف التربوية.

2.      ميول المتعلمين: وذلك بأن يكون المحتوى متلائمًا مع ميول المتعلمين ودوافعهم، والمحتوى الذي يتحقق فيه معيار الميل لا يتضمن ما يتعارض مع حاجات المتعلمين، بل يسهل العملية التعليمية ويعطي نتاجًا أفضل.

3.      الاستمرارية ومواجهة التحديات: فالتربية الإسلامية تربية خالدة قابلة لمواجهة التحديات في شتى العصور؛ لأنها تربية ربانية؛ وهذا القول يعني أن بعض جزئيات التربية الإسلامية قابلة للتعديل والتحوير، فالحقائق الجزئية قد تتبدل، كما قد تظهر حقائق جديدة تتصل بالكون وبالنفس الإنسانية، لكن تمحور محتوى المنهج يدور حول القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وهذا مما يجعله أكثر قدرة على مواجهة المتغيرات.

 

ثالثًا- طرائق وأساليب منهج التربية الإسلامية: وتتمثل فيما يلي: (سعادة، وإبراهيم، 2014)

·         أسلوب القدوة الصالحة.

·         أسلوب القصة.

·         أسلوب التوجيه والموعظة الحسنة.

·         أسلوب الترغيب والترهيب.

·         أسلوب الحوار.

·         أسلوب الثواب والعقاب.

·         أسلوب ضرب الأمثال.

·         أسلوب حل المشكلات.


رابعًا- المعلم والمتعلم في المنهج الإسلامي: (عبدالسلام، 2004)

يتمثل دور المعلم في ضوء منهج التربية الإسلامية في كونه: القدوة الصالحة، التوجيه والإرشاد، التخصص في مجاله.

ويتمثل دور المتعلم في كونه: محور العملية التعليمية، والإبداع والتجديد.


خامسًا- تقويم منهج التربية الإسلامية:

يستهدف التقويم الوقوف على مدى ما تحقق من أهداف تربوية وتعليمية، وما لم يتحقق منها، ومعرفة جوانب القوة ونواحي الضعف، وهو ما يعرف بعملية التشخيص والعلاج والوقاية، ويتميز التقويم في ضوء منهج التربية الإسلامية بالصدق والشمول والثبات والشراكة.

 

المراجع:

الجهني، أمل صالح. (2020). نظرية المنهج. مسترجع من: https://fliphtml5.com/vxkmo/fqin/basic

يالجن، مقداد. (1411). معالم بناء نظرية التربية الإسلامية. الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود.

مدكور، علي أحمد. (2006). نظريات المناهج التربوية. القاهرة: دار الفكر العربي.

المزيني، فاضل سلطان. (2015). النظرية التربوية الإسلامية وأثرها على تنمية الموارد البشرية في السنة النبوية. [رسالة دكتوراة غير منشورة]. جامعة الزيتونة، تونس.

التوم، بشير حاج. (1411). مكانة فلسفة التربية في النظرية التربوية الإسلامية. ورقة علمية قدّمت في مؤتمر نحو بناء نظرية تربوية إسلامية.

جابر، محمد سالم. (2006). أهداف التربية الإسلامية ومقاصدها. مسترجع من: https://www.alukah.net/social/0/151/

السعدون، عادلة علي. (2012) مباحث في طرائق تدريس التربية الإسلامية وأساليب تقويمها. مجلة الأستاذ. ع (203)، كلية التربية، جامعة بغداد.

عبدالله، عبدالرحمن صالح. (1406هـ). المنهاج الدراسي أسسه وصلته بالنظرية التربوية الإسلامية. الرياض: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات.

الغامدي، ماجد سالم. (2013). قراءة لنظرية المنهج التربوي في ضوء النظرية الإسلامية. مكة المكرمة.

الغامدي، عبدالرحمن عبدالخالق. (1418). مدخل إلى التربية الإسلامية. الرياض: دار الخريجي.

سعادة، جودت أحمد وإبراهيم، عبدالله محمد. (2014). المنهج المدرسي المعاصر. ط7. عمّان: دار الفكر.

طعيمة، رشدي أحمد. (2008). المنهج المدرسي المعاصر أسس بناؤه وتنظيماته وتطويره. عمّان: دار المسيرة.

عبدالسلام، مندور عبدالسلام. (2004). أساسيات المناهج المعاصرة. الرياض: مكتبة الرشد.

باجابر، فاطمة سالم. (1427). أبعاد النظرية التربوية – التربية الإسلامية في السنة النبوية. جامعة أم القرى، مكة المكرمة.

النحلاوي، عبدالرحمن. (1996). أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع. ط2. دار الفكر: دمشق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق