الأربعاء، 5 مايو 2021

عمليات نظرية التعلم بالملاحظة كما حددها باندورا ..!

 






حدد "باندورا" أربع عمليات إجرائية فرعية مترابطة تنطوي عليها عملية التعلم بالملاحظة تفسر الموقف التعليمي الكامل، وهي:

1-    عمليات الانتباه: فالانتباه يعد عملية مدخلية أولية لحدوث التعلم بالملاحظة؛ إذ من خلاله يتولد لدى الفرد الاهتمام وحب الاستطلاع، ويتيح له إجراء المعالجات المعرفية اللاحقة. ويرى باندورا أنه ليس بالضرورة الانتباه إلى كل ما يدور حولنا من الأنماط السلوكية للنماذج، وإنما يتم الانتباه على نحو انتقائي اعتمادًا على عدد من العوامل التي ترتبط بنا أو بخصائص النماذج، أو بخصائص السلوك والدوافع.

2-    عمليات الاحتفاظ: يتطلب التعلم بالملاحظة توفر قدرات لدى الملاحظ تتمثل في القدرة على التمثيل الرمزي للأنماط السلوكية وتخزينها على نحو لفظي أو حركي أو تعبيري في الذاكرة، فعدم توفر مثل هذه القدرة تجعل ملاحظة سلوك النماذج عديمة النفع. كما أن عملية الممارسة والإعادة من شأنها أن تسهل عملية الاحتفاظ بالأنماط السلوكية التي يتم ملاحظتها؛ ولذا ينبغي عرض النماذج لأكثر من مرة على الأفراد كي يستطيع هؤلاء الأفراد من ترميز ما تعرضه هذه النماذج من خبرات.

3-    عمليات الإنتاج أو الاستخراج الحركي: للكشف عن حدوث التعلم بالملاحظة لدى الأفراد يتطلب توفر قدرات لفظية أو حركية لديهم لترجمة هذا التعلم في سلوك أو أداء خارجي قابل للملاحظة والقياس، وهذا الأمر يتطلب توفر عوامل النضج من جهة، وتوفير فرص الملاحظة والممارسة من جهة أخرى. وتكمن أهمية توفر مثل هذه القدرات في أن الصور العقلية والأفكار المكتسبة خلال التعلم بالملاحظة تشكل في حد ذاتها مثيرات داخلية شبيهة بالمثيرات الخارجية التي يقدمها النموذج، وهي ما توضح القاعدة التي تجري على أساسها عملية اختيار الاستجابات وتنظيمها على المستوى المعرفي من أجل تنفيذها، ومن هنا فقد يعمل الفرد وفقًا لعمليات التنظيم الذاتي على إعادة إنتاجه على نحو يتلاءم مع توقعاته.

4-    العمليات الدافعية:  يعتمد التعلم بالملاحظة على وجود دافع لدى الفرد لتعلم نمط سلوكي معين؛ ولذا فإن غياب الدافعية من شأنه أن يقلل مستوى الانتباه والاهتمام بما يعرض الآخرون من نماذج سلوكية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن التعلم لمثل هذه الأنماط لا يتطلب الدافعية فقط، وإنما تنفيذ هذا التعلم في أداء ظاهر كذلك. ويتوقف الدافع على عدد من العوامل منها النتائج التعزيزية أو العقابية المترتبة على سلوك النماذج، كما ويعتمد أيضًا على العمليات المنظمة ذاتيًا، أي التعزيز الداخلي. فالفرد ينحو إلى إنتاج السلوك إذا اعتقد بأنه يحقق أهدافه وغاياته، أو عندما يتوقع بتنفيذ هذا السلوك يترتب عليه حصوله على التعزيز أو تجنب العقاب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق