الاثنين، 8 أغسطس 2016

شبهة أن القرآن غير صالح لكل زمان ومكان ..!





هناك أربع مسائل يجب تفنيدها لحل الإشكالية والشبهة التي تعتري القرآن الكريم ومدى صلاحيته على مر الأزمان ومختلف الأمكنة ..!
وتلك المسائل هي : أميَّة النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلة صلاحية القرآن الكريم لكل زمان ومكان ، وكون نزوله في بيئة جاهلية ، وكيفية استيعابه للحركة الكونية جمعاء في كلمات وآيات محدودة ، مقارنة بما يعتري الموسوعات العالمية الضخمة من نقص وعجز في محتواها .
إن علة صلاحية القرآن الكريم في كل زمان ومكان ؛ مرد ذلك كون آياته تتضمن أموراً كلية وعامة وفلسفات وقواعد ونظريات التشريع ، كما أن أكثر هذه الآيات ظني الدلالة ، تحتمل أكثر من تفسير ، كما أنها تقبل أكثر من رأي . ( القرضاوي ، 1993 ) .
ولهذا فإن القرآن الكريم يتسم بسعته ومرونته وخصوبته وخصائصه الذاتية ، مما جعله يحقق المعالجة لوقائع ومشكلات متجددة على مر الأزمان ، وفي بيئات اجتماعية وحضارية متعددة .
ونجد القرآن الكريم قد فصَّل في بعض أحوال العبادات ؛ لأنها مما لا يتغير في الغالب ، مثل منظومة القيم والأخلاق ، والقواعد الشرعية التي تستنبط منها الأحكام التفصيلية ، والحدود المتعلقة بالحفاظ على المقاصد الكلية للشريعة ، وجعل تفصيل أحكام المعاملات لعلم الفقه ، الذي هو اجتهاد وقياس محكوم بثوابت الشريعة الإلهية ؛ ذلك حتى يظل فقه المعاملات متطوراً دائماً وأبداً عبر الزمان والمكان ؛ ليواكب تغير الواقع ومستجدات الأحداث ، في إطار كليات الشريعة وقواعدها ومبادئها التي تحفظ على أحكامها المتطورة إسلاميتها .
هذه " الصيغة الإسلامية " هي التي وازنت بين ثبات النص وتطور التفسير البشري للنص الإلهي الثابت ، وجمعت بين ثبات " الوضع الإلهى " وتطور " الاجتهاد الفقهي " . ( عمارة ، 1998 )
فكل ما جاء مبنياً على قواعد الدين فهو دين سواء نصَّ عليه الشارع نفسه ، أو استنبطه أهل الفكر والنظر الصحيح ، ونادى القرآن بألا تُكلَّف نفس إلا وسعها ، مما جعله أكثر الكتب ملاءمة للطباع والعادات والقوى البشرية على اختلافها . ( خورشيد ، 1970 )
وكثيراً  ما نبهت الآيات القرآنية على ضرورة استخدام الإنسان عقله وفكره وكل ما أنعم اللَّه تعالى عليه من حواس ؛ للتأمل والتبصر في صناعة اللَّه في خلقه ، كما أنها حثت الناس على التزود بالعلم وطلبه باستمرار ؛ لاكتشاف ما يتمثل من آيات القرآن الكريم ، ومع رقي الإنسان علماً وفكراً ومعرفةً أخذ يكتشف المزيد من المعارف التي تشع ومضاتها من آيات القرآن العظيم . ( المرزوقي ، 2010 )
وحول أمية النبي صلى الله عليه وسلم  يقول تعالى : } وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ المُبْطِلُون } [ العنكبوت : 48 ] ، فهذا استدلال بصفة الأمية المعروف بها الرسول صلى الله عليه وسلم ، واستدلال أيضاً على أن القرآن موحى إليه من الله ؛ حتَّى لا يرتاب الناس في نبوته ، وحتَّى لا تتكاثر لديهم أسباب الشَّك في صدق دعوته . ( ابن عاشور ، 1984 )
وإن من تتمة هذه الحكمة الإلهية أن تكون البيئة التي نزل فيها القرآن الكريم بيئة أمية جاهلية رعوية ، بالنسبة للأمم الأخرى التي من حولها ، فلم تكن أمة صناعية أو زراعية ، ولم يتطرق إليها شيء من الحضارات المجاورة ، ولم تتعقد مناهجها الفكرية بشيء من تلك الفلسفات التائهة من حولها ؛ ذلك أنَّه كان يُخشى من دخول الرِّيبة في صدور النَّاس إذا ما رأوا النبي متعلماً ، مطلعاً على الكتب القديمة وتاريخ الأمم البائدة ، وحضارات الدول المجاورة ، كذلك يُخشى من دخول هذه الرِّيبة في الصدور إذا ما ظهرت الدَّعوة الإسلامية بين أمة لها شأن في الحضارة والمدنية والفلسفة والتاريخ ، كدولة الفرس أو اليُونان أو الرُّومان ؛ إذ ربَّ مرتابٍ مبطل يزعُم أنَّها سلسلة التجارب الحضارية والأفكار الفلسفية أبدعت أخيراً هذه الحضارة الفذة والتشريع المتكامل ؛ فكل ذلك دل على أن الهدف الأسمى أن تكون أمة دعوية ؛ لأنَّ العالم يحتاج إلى الهُدى ؛ لذلك كانت المهمة الأولى والتاريخية لهذه الأمة هي مهمة الدعوة ، كما أن شبه الجزيرة العربية ظلت وكأنها واحة حصينة آمنة من الغزو ، إلاَّ في بعض أطرافها ، آمنة من انتشارِ الدَّعوة الدينية ، مسيحية كانت أو مجوسيَّة ، إلا في قليل من قبائلها ، فكانت طبائعهم أشبه ما تكون بالمادة الخام ، التي لم تنصهر بعد في أي بوتقة مُحوَّلة ، فكانت تتراءى فيها الفطرة الإنسانيَّة السليمة ، والنَّزعة القوية إلى الاتِّجاهات الإنسانية الحميدة ؛ كالوفاء والنجدة والكرم والإباء والعِفَّة ، إلا أنَّه كانت تعوزهم المعرفة التي تكشف لهم الطريق إلى كل ذلك .
ولقد أوضح القرآن الكريم هذه الحكمة بصريح العبارة حينما قال تعالى : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِين } [ الجمعة : 2 ] ، فلقد اقتضت إرادة الله عز وجل أن يكون رسوله أميّاً ، وأن يكون القوم الذين ظهر فيهم هذا الرسول أميين أيضاً في غالبيتهم العظمى ، حتى تكون معجزة النبوة والشريعة الإسلامية واضحة في الأذهان ، لا لبس بينها وبين الدعوات البشرية المختلفة .


المراجع

1-     القرضاوي ، يوسف ( 1993 ) . شريعة الإسلام صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان . ( ط 2 ) . القاهرة : دار الصحوة .
2-     عمارة ، محمد ( 1998 ) . هل الإسلام هو الحل ؟ . ( ط 2 ) . القاهرة : دار الشروق .
3-     خورشيد ، عبد الله ( 1970 ) . القرآن وعلومه في مصر ( ط 1 ) . مصر : دار المعارف .
4-     المرزوقي ، شيخة ( 2010 ) . أضواء : ولتعلمن نبأه بعد حين . قطر : جريدة الراية .
5-     ابن عاشور ، محمد الطاهر ( 1984 ) . تفسير التحرير والتنوير . تونس : الدار التونسية .

6-     البوطي ، محمد سعيد رمضان ( 1991 ) . فقه السيرة النبوية . ( ط 10 ) . بيروت : دار الفكر المعاصر .

ملخص فلسفة التربية .. وتعريض للفلسفة الإسلامية والبراجماتية ..!





·         الفلسفة لغة : كلمة يونانية تعني محبة الحكمة النظرية التي نظرتها نظرة شمولية كلية ، والتي تثير في الإنسان الدهشة ، في مقابل ذلك الحكمة العملية التي نظرتها نظرة جزئية محدودة ، ولا تثير في الإنسان الدهشة .
·         اصطلاحاً : 1- البحث فيما ينبغي عليه أن يكون ( فالفلسفة دراسة معيارية فرضية ، تبحث عن أفضل واقع ) .
2- البحث في الظواهر البعيدة ( وهي التي لا يمكن إدراكها أو الإحساس بها بشكل مباشر ، ولكنها موجودة وبالإمكان تعقلها ، في مقابل ذلك الظواهر القريبة التي يمكن إدراكها والإحساس بها ؛ فمشاهدة إسحق نيوتن للتفاحة وهي تقع من الشجرة تمثل ظاهرة قريبة ، ما أدى إلى إثارة دهشته واكتشاف أصل هذه الظاهرة وهي الجاذبية الأرضية التي تمثل الظاهرة البعيدة ) .
3- الفلسفة عند أبو حامد الغزالي : بحر عميق على شاطئيه كفر وإلحاد ، ولكن في عمقه وأعماقه أمن وإيمان .
·         نشأتها : الفلسفة هي أم العلوم ، وقد بدأت عند اليونانيين قبل الميلاد بمئات السنين ، وأول فلاسفتهم يدعى طاليس ، ثم تطورت على مدى العصور كما يلي :
1- العصر القديم : يسمى الإغريقي أو اليوناني ، قبل الميلاد ، اتسمت الفلسفات بالنزعة القيمية من حق وخير وجمال ، وأشهر الفلاسفة : سقراط وأفلاطون وأرسطو .
2- العصور الوسطى : بعد الميلاد ، تميز العصر بوجود الديانات كالمسيحية والإسلام ، اتسمت الفلسفة بالنزعة التوفيقية بين الفلسفة والدين ؛ ما أدى إلى ظهور الفلسفة المسيحية والفلسفة الإسلامية .
3- العصر الحديث : بدأ بنهضة وتنوير العقول ، تميز العصر بتطور العلم والتكنولوجيا ، اتسمت الفلسفة بالنزعة العلمية عند ديكارت وروسو وكانت .
4- العصر المعاصر : بعد الحرب العالمية الثانية ، تميز العصر بظهور المدارس الفلسفية كالبراجماتية والواقعية والتجريبية ، اتسمت الفلسفة بالنزعة الإنسانية ؛ فأصبح الإنسان محورها .
-----------------------------------------------------------------------------------
·         مباحث أو ميادين أو مجالات الفلسفة :
1- مجال الوجود ( الإنطولوجيا ) : ويشمل البحث في طبيعة الحياة والطبيعة الإنسانية وطبيعة الكون وما وراء الطبيعة ، وخالق الوجود وصفاته ، وغايات الوجود العليا ، وما شابهها من الموضوعات التي لا يمكن التعرف عليها بالتجريب العلمي بل بالتأمل والاستدلال العقلي .
2- نظرية المعرفة ( الإبستمولوجيا ) : وتشمل قدرة العقل الإنساني على تحصيل المعرفة ، وهل العقل هو الوسيلة الوحيدة لمعرفة الكون أم أن هناك مصادر أخرى للمعرفة ؟ وما مدى قدرتها ؟ وهل المعرفة ممكنة أصلاً ؟ وهل لها حدود تقف عندها ؟ ثم لماذا نحصل على المعرفة ؟ وما وظيفتها ؟
3- مجال القيم ( الإكسيولوجيا ) : وتبحث في القيم المطلقة وطبيعتها ، وما مصدرها : الفرد أم المجتمع أم قوة عليا خارجة عنهما؟وهل القيم أزلية أبدية ثابتة أم وقتية نسبية متغيرة ؟ويتناول هذا المجال ثلاثة فروع،هي :
أ-  علم المنطق : وهدفه وضع القواعد العقلية المناسبة التي تعصم التفكير من الوقوع في الخطأ ، أي أنه يبحث فيما ينبغي أن يكون عليه التفكير السليم وصولاً للحق .
ب-علم الأخلاق:ويبحث في قيم الخير والشر والفضيلة والرذيلة،وما ينبغي أن تكون عليه تصرفات الإنسان.
ج- علم الجمال : ويبحث في معايير القبح والجمال في الأشياء ، وما ينبغي أن يكون عليه الشيء الجميل .
-----------------------------------------------------------------------------------
·         التربية لغة : ربا يربو بمعنى زاد ونما ، ربَّى يربِّي بمعنى نشأ وترعرع ، ربَّ يرُبُّ بمعنى أصلحه ورعاه .
إذن فالتربية هنا بمعنى : الزيادة والتنمية والتنشئة والإصلاح والرعاية .
فالتربية إذن مناطة لكل كائن حي ، ولكن محورها الإنسان الذي تربي فيه الجسد والروح والعقل بشكل متوازن من خلال معرفة كل منهم ، وتبدأ تربية الإنسان ( في الإسلام ) منذ عملية اختيار الزوج والزوجة ، ثم مرحلة الجماع ، ثم البيئة الخلوية ، فالرحمية ، ثم البيئة الخارجية .
·         التربية اصطلاحاً : 1- في علم النفس : تنمية سلوك الفرد .
2- في علم الاجتماع : تنمية الفرد كي يكون عضواً نشطاً مميزاً في المجتمع .
·         علاقة الفلسفة بالتربية : هما وجهان مختلفان لشيء واحد وهو الإنسان :
1- فمن حيث الموضوع : فالتربية موضوعها الإنسان / وهو المحور الأساسي لموضوعات الفلسفة .
2- ومن حيث الغاية : فإن الغاية من التربية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالغاية من الحياة ، وتقترح الوسائل لتحقيق هذه الغاية / والفلسفة تقرر الغاية من الحياة .
3- ومن حيث التطبيق : فالتربية هي الجانب العملي للفلسفة / والفلسفة هي الجانب النظري للتربية .
4-  ومن حيث الوسيلة : فالتربية وسيلتها عملية تطبيقية / والفلسفة وسيلتها فكرية تأملية .
5- ومن حيث نقل المعرفة : فالتربية تمثل العمل المتناسق الذي يهدف إلى نقل المعرفة ، وتنمية القدرات ، وتحسين الأداء الإنساني / والفلسفة تصوغ النظريات التي تحقق التربية تطبيقاتها .
6-ومن حيث الأهداف:فالفلسفة تصيغ الأهداف وفق أسس فلسفية/والتربية تسير على هدى تحقيق هذه الأهداف.
-----------------------------------------------------------------------------------
·         تعريف فلسفة التربية : مجموعة المعتقدات ( قابلة للشك وتكون صحيحة إذا كانت واقعية ) والمسلمات ( حقائق لا تحتاج إلى برهان ) والمفاهيم ( مصطلحات تجريدية ) والمبادئ ( أعمال سلوكية ) التي حُددت بشكل متكامل مترابط متناسق ؛ لتكون بمثابة المرشد والموجه للجهد التربوي والعملية التربوية بجميع جوانبها .
فالمعتقدات والمسلمات التي يؤمن بها الإنسان تتحول إلى مفاهيم داخل عقله مما ينتج عنه مبادئ سلوكية يتبناها الإنسان في تصرفاته الحياتية .
·         أغراض فلسفة التربية :
1- وضع خطة لما يعتبر أنه أفضل تربية على الإطلاق ( يوافق المعنى الاصطلاحي للفلسفة ) .
2- إعطاء التوجيهات فيما يتعلق بالتربية الأفضل في إطار سياسي واجتماعي واقتصادي .
3- تصحيح الانتهاكات التي تعترف – بحق – بمبدأ التربية وسياستها ( كتحفيز الطالب المتمسك بالقيم في حين انتشار الفساد بين الطلاب ، وهذا يعني حل المشكلات التربوية ) .
4- تركيز الاهتمام على القضايا السياسية والممارسات التربوية التي يتم البت فيها ، إما عن طريق البحث التجريبي أو عن طريق إعادة النظر بها بطريقة منطقية ( كمشكلة التطرف بين الشباب تستدعي مراجعة المناهج وملاحظة الطلاب بطريقة علمية منظمة ) .
5- إجراء بحث في مجمل المشروع التربوي ؛ بهدف تقييم كم الخبرة اللازمة للتعلم الأفضل ؛ وبهدف تبرير هذا الكم وتطويره .
·         وظائف فلسفة التربية :
1- الفهم والاستيعاب لنظام التعليم ، باستخدام أدوات الفلسفة ليسهل تطبيقه من الجميع .
2- تحليل المفاهيم والمصطلحات ؛ ليسهل توظيفها واستخدامها والربط بينها .
3- نقد العملية التربوية وتوضيحها ، وقد يكون نقداً بناءً أو سلبياً ، وكلاهما يحتاج لتعزيز .
4- القدرة على إثارة الأسئلة ؛ وذلك للفهم وحل المشكلات التربوية .
5- توضيح الفروض والمفاهيم ؛ ليسهل تطبيقها ، والفروض هي ما ينبغي عليه أن يكون .
-----------------------------------------------------------------------------------
·         الفلسفة الإسلامية : الدين الإسلامي جاء لهداية الناس كافة ، ولدعوة العقول إلى التفكير وطلب العلم ، وقد اتخذت الفلسفة الإسلامية أسلوباً انتقائياً في تعاملها مع الفلسفات السابقة ؛ فتأخذ ما يتماشى مع مبادئ الدين الإسلامي .
·         مصادر الفلسفة الإسلامية :
1- القرآن الكريم : كلام الله U المعجز ( لا يأتي بمثله كائناً من كان ) المتعبد بتلاوته ( معنى شامل ) المنزل على محمد r بواسطة جبريل u ، المنقول إلينا تواتراً .
وقد نزل منجماً : لتثبيت الفؤاد ، وموافقة الفطرة السليمة ، ومجاراة الأحداث .
2- السنة : لغة الطريق ، وهي ما صدر عن النبي r من قول أو فعل أو تقرير ، وهدفها : إيضاح ما جاء في القرآن الكريم ، وبيان التشريعات والآداب الأخرى .
·         مبادئ الفلسفة الإسلامية :
1- طبيعة العالم : أن الله خلقه ، وأحدثه من عدم ؛ لحكمة إلهية ، وأنه ليس ثابتاً ، ويسير وفق نظام لا يخطئ .
2- طبيعة الحقيقة : أن الله مصدرها ، وأنها تأتينا عن طريق رسوله r ، وأن الإسلام يحث الإنسان على استخدام العقل والملاحظة التأملية للكون والاتجاه التجريبي ؛ للوصول إلى الحقيقة .
·         مبادئ التربية الإسلامية :
1- المساواة في فرص التعليم ليكون التعليم في متناول الجميع .
2- نشر العلم والاهتمام بالتعليم وإنشاء المعاهد التعليمية .
3- تطوير طرق التدريس ، ومنها استحداث طريقة المحاضرات على أيدي المسلمين .
4- تبسيط المواد في التعليم الأولي لتناسب العقول ، والبدء بالقريب الملموس قبل الانتقال للبعيد المجهول .
5- توطين العلاقة بين المعلم والتلميذ .
6- تقدير العلم والعلماء .
7- العناية بالطفل ، والرفق في معاملته بالعطف والرأفة .
8- مراعاة الفروق الفردية .
9- معالجة موضوعات التربية ، وللمسلمين العديد من المؤلفات في هذا الجانب .
·         التطبيقات التربوية للفلسفة الإسلامية :
1- المعلم : أن يتحلى بالتدين والصدق والحلم والوقار والرفق والتواضع ، وأن يقصد بتعليمه مرضاة الله .
2- المتعلم : العناية بالتربية الخلقية للمتعلم ، مراعاة المثائل النفسية للمتعلم ، إلزام المتعلم بتوقير معلمه واحترامه ، استخدام أسلوب الترغيب والترهيب لتعليم المتعلم ، استخدام الجزاء والعقاب .
3- المنهاج : ينقسم إلى قسمين :
أ- المنهج الأولي : ويشمل قراءة القرآن وحفظه ، وتعلم الحديث ، ودراسة مبادئ العلوم والآداب التي تعين على فهم القرآن ( وهي فريضة على كل مسلم ) .
ب- المنهج العالي : وينقسم إلى قسمين :
* المناهج الدينية والأدبية : وتشمل علم الفقه والكلام والكتابة والنحو والعروض والتاريخ .
* المناهج العلمية : وتشمل العلوم الطبيعية كالطب النبات والحيوان والكيمياء ، والعلوم الرياضية كالحساب والجبر والهندسة والفلك والميكانيكا وغيرها ( وهي فرض كفاية ) .
4- طرق التدريس : تعتمد على المنهج ، وتأتي في مرحلتين :
أ- المرحلة الأولية : تعتمد على طريقة الحفظ والتلقين في تعليم القرآن وحفظه .
ب-  المرحلة العليا : تعتمد على طريقة التعليم بالنقاش والأسئلة .
-----------------------------------------------------------------------------------
·         الفلسفة البراجماتية : يطلق عليها العلمية أو التجريبية أو النفعية أو الوظيفية أو الإجرائية أو الأدائية ، وهي كلمة يونانية تعني العمل ، وأشهر روادها تشارلز بيرس ( نظري ) ووليم جيمس ( مزجها بالديني ) وجون ديوي ( تربوي عملي ) .
·         مبادئ الفلسفة البراجماتية :
1- استحالة الوصول إلى حقيقة ثابتة لا تتغير .
2- أن الطريقة العلمية أفضل الطرق في اختبار الأفكار .
3- أن الخبرة أداة للاتصال والربط بين الفكرة والعمل .
4- أن الديمقراطية أسلوب حياة وطريقة عمل ، وخاضعة للعقل .
5- أن الحرية لا بد أن تكون مقيدة وليست مطلقة .
6- الأخذ بمعيار المنفعة .
·         التطبيقات التربوية للفلسفة البراجماتية :
1- غاية التربية : أ- مساعدة الطفل ليصبح ذا قيمة اجتماعية في الحاضر والمستقبل .
                  ب- مساعدة الفرد كي يعيش بتوافق مع الزملاء الآخرين .
2- المعلم : إنسان يشارك في العملية التعليمية ، وهو صاحب خبرة ، ومرشد يسهل العملية التعليمية ، ونموذج للاحترام يمارس الديمقراطية ، ويقتصر عمله على الإثارة والتأثير .
3- المتعلم : ترى البراجماتية أن النظام ينبع من المتعلمين ، فتتم معالجة المخالفات كما يلي : مجلس التلاميذ ، المقابلات الفردية ( إرشاد ) ، تعزيز السلوك الإيجابي ، الاجتماع بأولياء الأمور .
4- المنهاج : جميعها تطبيقية مرنة تعتمد على التعاون ، وتتناول المجالات التالية : المهارات الاجتماعية ،مهارات الحياة،مهارات الاستهلاك ،الفنون اليدوية ،فنون اللغة ،حل المشكلات ،المشكلات الإنسانية ،المواطنة.
5- طرق التدريس : جميعها تطبيقية ، وهي تتمثل في تعليم الأطفال باللعب في بداية المراحل التعليمية ، وتعليمهم بالتمثيل من خلال المسارح وغيرها ، والمشاركة النشطة كالتعلم التعاوني والمناقشة والعصف الذهني.
6- الثواب والعقاب : يتم تعريف قواعد السلوك وأشكال العقاب من خلال مجلس التلاميذ ، ومن خلالها يتم النظر في المخالفات والإجراءات لحلها .

7- التقويم : ومسؤوليته تتمثل في التشخيص ( الكشف ) ، والتخطيط ، والعلاج (للنقاط الضروية دون غيرها).


مشكلات في بناء الخطط التربوية ..!




              مقدمة :
يعتبر التخطيط العملية المستمرة والمرشدة ، والعملية التي تستهدف تنظيم شؤون التربية والتعليم في المجتمع ، وأيضاً علاج المشكلات التربوية بحلول واقعية ، ملائمة للإمكانيات ، ومسايرة لمقومات المجتمع وأهدافه .
ومن أهم المشكلات التي لها أثر كبير في عدم إحراز تقدم واضح في التخطيط التربوي على أسس علمية سليمة متكاملة ، ما يلي :
أ- مشكلات تتعلق بعملية التخطيط ، ومنها : ( زكي ، 2004 ، ص 271 )
1- نقص البيانات والإحصائيات الأساسية للتخطيط التربوي :
ومن أهم هذه البيانات ما يلي :
·     تعداد السكان وتوزيعهم حسب السن والجنس ، وتقديرات الزيادة والنمو .
·     الحجم الكُلّي للقوى العاملة ومؤهلاتها ، ومعدلات البطالة وتوزيعها الجغرافي ، واحتياجاتها التعليمية والتدريبية .
·     إحصائيات عن الجانب الاقتصادي ، كمعدل الإيرادات والنفقات ، ومعدلات النمو في الإنتاجية وغير ذلك .
·     معلومات تربوية ، كأعداد الطلاب المقيدين بالسنوات المختلفة ، والخريجين في مراحل التعليم المختلفة على سلسلة زمنية معينة ، والقوى العاملة في الحقل التربوي ، والمباني والتجهيزات ، ونتائج البحوث التربوية ، ومصادر تمويل التعليم ومخصصاته من الميزانية العامة للدولة .
·     تحديد الفترة الزمنية ؛ حتى يمكن استنتاج اتجاهات بخصوص التغيرات السكانية أو التغيرات في تركيب القوى العاملة .
2- عدم الدقة والوضوح في البيانات :
إن من بين جميع البيانات اللازم توافرها للتخطيط التربوي قد لا يتوافر في الدول النامية غالباً سوى البيانات الخاصة بالتعليم ، وحتى هذه البيانات قد لا تكون على درجة كبيرة من الدقة ، أما البيانات الأخرى فغالباً ما تكون غير موجودة ، وإن وجدت فغالباً ما تكون غير دقيقة ؛ لذلك فإن من أهم البرامج التي يجب على الدول النامية البدء في تنفيذها هو إنشاء الأجهزة المسؤولة عن جمع هذه البيانات ، ودراستها وتحليلها ، وجعلها في الصورة التي يمكن للقائمين على أجهزة التخطيط التربوي الاستفادة منها ، وكلما أسرعت هذه الدول في إنشاء هذه الأجهزة كلما كان ذلك أفضل من حيث أن هذه الأجهزة تحتاج لوقت طويل حتى تستطيع أن تقوم بوظائفها على الوجه الأكمل .
3- قلة الخبراء والأفراد المدربين على التخطيط التربوي :
إن قلة الأفراد المدربين للقيام بعملية التخطيط تمثل مشكلة أمام المسؤولين عن التخطيط التربوي ، فلا يوجد في الكثير من الدول النامية معاهد تعليمية تقوم بالأبحاث الخاصة بالتخطيط التربوي ،أو تقوم بإعطاء دراسات ومناهج خاصة به.
ولذلك تحتاج هذه الدول إلى إنشاء مراكز لتدريب مخططي ومديري التربية التعليم على القيام بالبحوث في تخطيط وإدارة التعليم ، كما أنها تحتاج إلى نوعين من البرامج :
أ- برامج طويلة المدى : لمدة سنة مثلاً لتدريب عدد قليل من موظفي الصف الأول في أجهزة التخطيط بالدولة ، ودراسة أسس التخطيط العام والتخطيط التربوي وما يتصل بذلك من مبادئ الإحصاء التربوي والإدارة المدرسية والتمويل ، بحيث يصبحون قادرين على وضع الخطط التربوية الجيدة .
ب- برامج قصيرة المدى : لتدريب الصف الثاني من الموظفين العاملين في أجهزة التخطيط التربوي على يد الصف الأول من الموظفين الذين حصلوا على دراسة عميقة في التخطيط التربوي .
وقد يكون من الضروري إشراك بعض الخبراء الأجانب ممن لهم معرفة وخبرة بعمليات التخطيط ، وكذلك الخبراء في الاقتصاد والإحصاء ومشكلات التنمية ، والأخصائيون في مشكلات السكان والقوى العاملة ، بالإضافة إلى رجال التعليم ، وكذلك فإن على هذه البرامج التدريبية الاهتمام بعلاقة هذه التخصصات بمشكلات التخطيط التربوي .


4- عدم وجود وعي تخطيطي مناسب : ( البوهي ، 2011 ، ص 37 )
إن وعي المجتمع بأهمية التخطيط التربوي لتحقيق احتياجاته يساعد تماماً على نجاح العملية التخطيطية ؛ لذلك فمن المهم بالنسبة للمسؤولين عن التخطيط التربوي نشر الوعي التخطيطي بين جميع أفراد المجتمع ، واستخدام جميع وسائل الإعلام التربوي في سبيل إعداد رأي عام مستنير يتفهم المشكلات التي تواجه التربية والتعليم ، ويدرك مدى احتياجات البلاد على المدى القصير والبعيد ، ويؤمن بأن سعادة الفرد والجماعة تنبع من مدى التوافق الذي يتم بينهما ، والذي هو هدف التخطيط السليم .
5- عدم وضوح السياسات التربوية التخطيطية : ( عباس بله ، 2012 ، ص91 )
إن عدم وضوح السياسة التخطيطية ، وعدم تحديد الأهداف الرئيسية ، تعد عقبة في وجه التخطيط التربوي ؛ ونتيجة لعدم التحديد الواضح هنا فإن معظم الخطط - إن لم يكن جميعها - سواء أكانت في جانبها الكلي أو الكمي ؛ فإنها غير قادرة على تحقيق الأهداف التربوية ذات المردود الإيجابي على الفرد والمجتمع .
ومن جملة المشكلات ذات العلاقة بالسياسة التربوية والتخطيطية ما يلي :
أ- ضعف تعريف فلسفة التخطيط التربوي .
ب- ضعف تعريف سياسة التخطيط التربوي .
ج- غياب الاستراتيجية المحددة في ضوء سياسة التخطيط على المستوى الوطني .
د- غياب الاستراتيجية المحددة الواضحة لتوجيه نشاطات التخطيط على المستوى الوطني .
هـ- ضعف التوجيهات المحددة لتوجيه نشاطات التخطيط على مستوى المناطق .
و- ضعف أو قلة ترتيب النشاطات الأولية في قطاع التخطيط .
6- تغير الظروف والأحوال قبل انتهاء الخطة الموضوعة أو أثناء تنفيذها :
نتيجة للتطورات والتغيرات السريعة التي تشهدها المجتمعات الحديثة ، فإن الفروض والأسس التي قامت عليها الخطط التربوية قد تصبح غير مجدية أثناء تنفيذها ، وقد تسبب هذه الحالة مشكلات كثيرة على القائمين بالتخطيط التربوي ؛ فقد تُبنى الخطة على أساس التنبؤ باحتياجات معينة من القوى العاملة خلال سنوات معينة ، إلا أن التطور التكنولوجي أو اكتشاف مصادر جديدة للطاقة ، أو نمو اتجاهات ثقافية أو اجتماعية جديدة قد يهدم كل الأساس الذي قامت عليه الخطة .
وقد تتغير الظروف نتيجة ارتفاع تكلفة الإنفاق على الخطط ، أو نتيجة الكوارث الطبيعية أو الحروب التي تفرض نفسها أحياناً .
ومن الواضح أن هذه المشكلة تحتم أن يكون التخطيط التربوي عملية متصلة مستمرة ؛ بحيث يعاد النظر في الخطة عند تغير الظروف والأحوال التي تمر بها الخطة سواء أثناء وضعها أو تنفيذها .
7- ضعف توظيف نتائج البحث العلمي : ( أبو طاحون ، 2010 ، ص 223 )
هناك افتقار إلى وجود بحوث تجريبية تتعلق بالقضايا التربوية بشكل عام ، وبالتخطيط بشكل خاص ، من حيث الدراسات التي تتعلق بتحليل خطوات العمل وإجراءاته ، وتقدير أعبائه وتكلفته ؛ ويرجع ذلك إلى أمرين :
1-   ضعف الإنتاجية العلمية للدول النامية .
2-   قلة أو انعدام الأموال والميزانيات المرصودة للبحث العلمي في الدول النامية .
وحتى وإن وجدت هناك بحوث موثقة ، فهناك ضعف وبطء في توظيف نتائجها ، واعتمادها في صنع القرارات .
8- غياب التقوم التربوي : ( أبو طاحون ، 2010 ، ص 229 )
إن ضرورة مراجعة الخطط ومتابعتها تقتضي وجود جهاز للتقويم ، يقوم بجمع المعلومات اللازمة ، ويحللها تحليلاً علمياً وموضوعياً ، للتعرف على المشاكل والصعوبات التي تعترض العملية قبل اقتراح الحلول والتعديلات المناسبة حسب الحاجة ، وإذا كانت الدول النامية تطمح إلى تجاوز المشاكل التعليمية ، فيتعين على المسؤولين فيها من ضبط المعطيات التي لها علاقة بالتربية والتعليم ؛ وذلك بإحداث أجهزة خاصة بهذا المجال ،ولابد من تنمية مهارات التقويم وبيان وظائفه .
ويعتمد جهاز التقويم التربوي على عدة أنواع ، وهي :
·     التقويم الموضعي : ويرتكز على تقويم الحاجة الكلية التي يعمل فيها جهاز تطبيق الخطة .
·     تقويم نمط التنسيق : ويقوم على المقارنة بين الواقع الممارس وما يجب أن يكون عليه .
·     تقويم الإنتاج : ويشتمل على تقويم الخطط والمشاريع أثناء مرحلة التطبيق وبعدها .
·     التقويم الطارئ : ويسعى إلى البحث عن وسائل تطوير المرحلة الحالية والمستقبلية لتكون ملائمة أكثر للحاجات .
·     التقويم الإجمالي : ويتم بعد الانتهاء من تطبيق الخطة .
ومن المشكلات المتعلقة بالتقويم التربوي ، والتي يجب التصدي لها ، ما يلي :
·     غياب التقويم الفعلي للخطط الماضية والحاضرة .
·     غياب وسائل التقويم الكفيلة بتحديد نجاح وفشل الخطط الحالية .
·     عدم توفر الطرق الكفيلة بتشخيص الحاجات التربوية .
·     عدم تطبيق معايير صادقة ، والبعد عن الموضوعية .
·     عدم الاستمرار في تطبيق الخطة .
·     المبالغة في ثمن التكلفة مع قلة الإنتاج .

ب- مشكلات تتعلق بالبيئة الخارجية : ( أبو طاحون ، 2010 ، ص 211 )
1- القيود السياسية :
تقوم المؤسسة السياسية في الدول النامية بتحديد أهداف التربية وغاياتها واستراتيجيات العمل المدرسي ومناهجه ؛ لتحقيق أغراض سياسية اجتماعية قريبة أو بعيدة المدى ، وبذلك فإن المخطط يستطيع فقط أن يتحرك في إطار هذه الحدود ، وينحصر دوره في تحديد معقولية الأهداف ، وفي العادة يقوم المخطط التربوي على صياغة الأهداف بصورة بدائل يقدمها لمتخذ القرار ؛ وذلك نظراً لعدم القدرة على التنبؤ بالمتغيرات سواء الدولية أو الإقليمية منها .
2- التأثر بالواسطة والمحسوبية والشللية :
تفتقد المؤسسات التربوية في الكثير من الدول النامية لعناصر الاستمرار والاستقرار والإنتاج ، وهذا راجع لتأثرها بالعامل الشخصي ، وسيطرة رموز (منخفضة المستوى) على الثقافة السائدة في المجتمع ، الأمر الذي أدى إلى الواسطة والمحسوبية والشللية وانتشارها على حساب الأسس والمعايير الموضوعية والعقلانية بالنسبة للتعيين والاختيار والأداء والتقييم ؛ ما أدى إلى إضعاف ثقة العاملين والمتعاملين مع القطاع الحكومي في العمل المؤسسي ، وبالتالي في انخفاض الإنتاجية وقلة الإبداع والتطور الإداري .
3- مشكلة الهوية الثقافية :
لقد نجحت الدول الغربية في نشر ثقافتها والترويج لأفكارها وقيمها الثقافية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية على حساب اكتساح الثقافات الوطنية ، وطمس الهوية الثقافية للدول النامية ، وبخاصة المستعمرات السابقة التي خرجت من وطأة الاحتلال مباشرة إلى صدمة العالم الحديث بكل مخترعاته ، فارتبطت بالمظهر ، بينما بقي الجوهر متخلفاً يعاني من الفقر والديون وسريان قيم المجتمع الاستهلاكي ، فضلاً عن معاناة البعض من دكتاتورية النظم الوطنية الحاكمة .
ولذلك فإن قضية الحفاظ على الهوية الثقافية مع خطر الغزو الثقافي يحتم على المؤسسة التربوية أن تقوم بإعداد الخطط الاستراتيجية المستقبلية لمواجهة تلك التحديات .
4- الاعتماد على الجهات الأجنبية :
إن ما يميز الدول النامية هو الاقتصار غالباً على النقل والتقليد ، والاعتماد على استقطاب أجانب ، مع العلم أن لديها خبراء ومختصين في عدة مجالات علمية وتربوية وتكنولوجية ، ولكن معظمهم يضطر للعمل والإنتاج في الدول المتقدمة .

ج- مشكلات تتعلق بالجانب الاقتصادي : ( عباس بله ، 2012 ، ص 88 )
1- قلة المخصصات المالية لتنفيذ الخطط التربوية :
التخطيط يتطلب بذل جهد ووقت وتكلفة ، والمخطط التربوي الناجح يعي جيداً أنه إذا لم يتوفر التمويل الكافي للبرامج والمشاريع ، فإن كل الجهد الذي بذله في إعدادها يضيع سدىً ، ولضمان نجاح عملية التخطيط لابد من :
أ- زيادة ما ينفق على التعليم ؛ سواء بزيادة المخصص من ميزانية الدولة ، أو بواسطة تحرّي بدائل جديدة لتمويل التعليم ؛ كمشاركة الأفراد ومؤسسات المجتمع المدني ، والمؤسسات الاقتصادية والتجارية .
ب- مشاركة المخطط التربوي في إعداد ميزانية وزارة التعليم ؛ كي يتسنَّى له المساعدة على برمجة الميزانية في ضوء برامجه ومشاريعه المدرجة في الخطة .
ج- تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المالية المتاحة .
د-  العمل على مراجعة نفقات التعليم بما يكفل حسن استثمار الموارد وترشيد الإنفاق .
2- انخفاض مستوى الدخل الفردي :
يلاحظ أن بعض الدول النامية تصرف جزءاً كبيراً من دخلها على التعليم ، ولا شك أن هذا يسبب مشكلات أخرى ؛ حيث أن زيادة المصروفات التعليمية بدون زيادة مقابلة في الناتج المحلي ؛ يؤدي إلى بطء في معدلات التنمية في القطاعات الاقتصادية الأخرى ؛ مما يسبب بالتالي مشكلات للتعليم .
3- ارتفاع معدلات تكلفة التعليم :
حيث أثبتت الدراسات الإحصائية أن ما يكلفه الطالب سنوياً في مراحل التعليم المختلفة في الدول النامية أكثر كثيراً منه في الدول المتقدمة إذا نسبت هذه التكلفة إلى متوسط الدخل الفردي في هذه الدول ؛ وهذا يعود إلى عوامل كثيرة ، أهمها :
أ- أن متوسط مرتبات المعلمين في الدول النامية كبيرة بالنسبة لمتوسط دخل الفرد.
ب- أن تكلفة المباني والتجهيزات في الدول النامية غالباً ما تكون أكثر بكثير من مثيلاتها في الدول المتقدمة قياساً بمتوسط دخل الفرد .
4- ازدياد الحاجة إلى التوسع في التعليم :
تتميز الدول النامية بشدة الطلب على التعليم في جميع مراحله وأنواعه ، ويمكن إرجاع هذا المطلب إلى الأسباب التالية :
أ- حاجة قومية : فلقد ورثت أغلب الدول النامية من الاستعمار مشكلات كثيرة ، أهمها مشكلة الأمية المتفشية بين شعوبها ، وانخفاض مستوى التعليم بوجه عام ؛ لذلك فقد بدأت هذه الدول بمجرد استقلالها في تبني سياسة فعالة لنشر التعليم الابتدائي في أقل فترة ممكنة ، وإنشاء العديد من المدارس والجامعات ؛ مما نشأ عنه زيادة كبيرة في المنصرف على التعليم في هذه المرحلة .
ب- حاجة إدارية : وهذا بسبب معاناة الدول النامية بعد استقلالها لمشكلة قلة المواطنين القادرين على شغل المناصب الرئيسية في الدولة ، فقد حدث فراغ هائل في الجهاز الإداري والفني لهذه الدول بسبب تخلي الموظفين الأجانب عن أعمالهم ووظائفهم ، أو بسبب السياسة القومية للدولة الهادفة إلى إحلال المواطنين محل الأجانب في إدارة البلاد .
ج- حاجة اقتصادية : فإن جميع الدول وخاصة النامية منها تنظر إلى التعليم على أنه العامل الأول في زيادة القدرة الإنتاجية للدولة ؛ عن طريق تكوين رأس المال البشري المدرب الذي يستطيع إحداث التنمية الاقتصادية ، وبالرغم من صعوبة إيجاد علاقة حسابية بسيطة بين التعليم والتدريب وزيادة الكفاية الإنتاجية ، فقد اتخذتها الدول النامية كقضية مسلمة ، واعتبرت هذه العلاقة قائمة ووثيقة ، فكل زيادة في مخصصات التعليم هي في الحقيقة استثمار مربح سيعود على الدولة في صورة نمو اقتصادي .

د- مشكلات تتعلق بالإدارة التربوية : ( أبو طاحون ، 2010 ، ص 216 )
1- القيادات التربوية :
هناك بعض القيادات الإدارية ليست مدركة لأهداف المؤسسات ، وغير ملمة بالأسلوب الإداري الحديث ، فلم تتعامل مع مسائل التربية كونها وحدات متشابكة ومتداخلة مستمرة ومتطورة ، بل ركزت جهودها وقدراتها على الأمور الإجرائية دون المهام والقضايا الفنية ، ولم تفتح باباً للحوار ، ولم تتسم بالتجديد ؛ لتضع النظام التربوي موضع العاجز عن إحداث التجانس الإداري ، بالإضافة إلى اللامبالاة والواسطة والتكتلات وتعددية الانتماءات .
2- قِدَم التشريعات التربوية :
في الدول النامية يحدث عادة تعاقب للقوانين ، التي يتم تغييرها حسب التغييرات الإدارية المستمرة ، كما تتباين التشريعات التنظيمية تبعاً للجهة التي أصدرتها ، وتختلف المصطلحات تبعاً للمنقول من دول مختلفة .
وبسبب قدم التشريعات التربوية ( القوانين والأنظمة ) المعمول بها ، والتي قد تحد من إمكانية بناء الشراكات مع الجهات المعنية ، أو تعيق تفويض الصلاحيات أو تغيير السياسات ، أو التكيف السريع مع المستجدات ؛ كان هناك حاجة ملحة لمراجعة وتحديث العديد من التشريعات التربوية ، مما يسهل تطبيق المشاريع والبرامج الجديدة ولا يعرقلها .
3- الافتقار إلى رؤية تربوية مشتركة :
تعتبر الرؤية التربوية المستقبلية العين النافذة للسلطة التربوية العليا والعاملين في التربية ؛ للوصول إلى الأهداف المرسومة ؛ ولمواكبة عصر العولمة وما تحمله من تحديات .
ولتحقيق ذلك لابد من وضع إستراتيجيات مستقبلية لرؤية المستقبل الذي نريد ونتمنى ، والنظر إلى القضايا الإستراتيجية ذات الأولوية ، وطرح مجموعة من البدائل التي تساعدنا في تحديد ما يمكن أن تكون عليه النظم التربوية في المستقبل من حيث عمليات التحسين والتطوير ، وتوصيف الوظائف والمسؤوليات ، ودراسة احتياجات المجتمع والعمليات والموارد وفرص المنافسة .
ونظراً لصعوبة الموضوع وتأثيره بعيد المدى في المجتمع ، فإنه على القيادات التربوية إشراك المعلمين والإداريين والمؤسسات المجتمعية وكافة قطاعات الدولة في تحديد الرؤية ، وتحديد مهام التوجيه ، والعوامل المحفزة للنجاح ، ومسح المعلومات الداخلية والخارجية المتعلقة بتنفيذ هذه الرؤية ، وتحليل العوامل المشجعة والمعيقة لهذه الرؤية ، وتطوير الأهداف الإستراتيجية الواقعية ، وتطبيق خطط العمل ، وتخصيص الموارد المالية والبشرية لتنفيذها وتقييمها .
4- مركزية التخطيط :
إن مركزية القطاعات الوزارية في بناء الخطط للإدارات والأقسام هي إحدى مشكلات التخطيط التربوي ؛ حيث تؤدي إلى عدم واقعية الخطط الموضوعة ؛ لبُعد القائمين على وضعها عن مجالات الممارسة والتنفيذ ؛ كما تؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية لدى المنفذين لعدم مشاركتهم في إعداد الخطة ؛ وقد يؤدي ذلك كله إلى فشل الخطة في تحقيق أهدافها .
كما أن اتساع المساحة الجغرافية التي يخدمها الجهاز التربوي مع التباين الشديد في التضاريس وتوزيع السكان ، من المشكلات التي تواجه التخطيط التربوي لا سيما إن اتسم بالمركزية ، فالجهة المخططة قد تكون معلوماتها ضعيفة عن بعض المناطق وطبيعتها ، ففي هذه الحالة يمكن إشراك أفراد من هذه المناطق للتعاون مع الجهات المعنية ، وذلك للتخطيط لإنشاء المدارس في وضع صحيح بعيداً عن كونهم متلقين لأوامر يجب عليهم تنفيذها فقط .
بالإضافة إلى تضخّم العاملين في حقل التربية والتعليم ، واحتوائه على خليط غير متجانس ؛ من حيث أن لكل تجمع أو فئة خلفيتها الفكرية والاجتماعية والسياسية ، مما يزيد من صعوبة إقناع كل العاملين في التربية بأهمية التخطيط ، وأهمية دورهم فيه  ، بالإضافة أيضاً إلى صعوبة السيطرة على التخطيط أو تنفيذه بالصورة المطلوبة ؛ فإنه يمكن التغلب على هذه المشكلات بما يلي :
·     إلغاء المركزية في التخطيط والتنفيذ ؛ لتحقيق ما مفاده أن الخطط التي تنفذ هي الخطط التي قام بإعدادها أفراد مسؤولون عن تنفيذها .
·     إعطاء الصلاحيات اللازمة للمعنيين في جميع الجهات المسؤولة والمناطق المختلفة .
·     إنشاء جهات خاصة بالتخطيط في كل منطقة ؛ وتمكينها بالاشتراك في عملية التخطيط عند اقتراح مشروع ما قبل تنفيذه .
5- عدم كفاءة التنظيمات والأجهزة المسؤولة عن التخطيط التربوي :
( البوهي ، 2011 ، ص 37 )
إن المؤسسات  القائمة على التخطيط التربوي في الدول النامية غير قادرة على القيام بوظيفتها على الوجه الأكمل ، وهذا ليس لعدم وجود الخبراء والأفراد المدربين على التخطيط فحسب ، بل لأسباب أخرى ، منها :
·     سوء تنظيم العمل في هذه الأجهزة .
·     عدم الترابط والتكامل بين الأجهزة المسؤولة عن التخطيط التربوي في وزارة التعليم ، والأجهزة المسؤولة عن التخطيط الاقتصادي أو التخطيط للقوى العاملة ، أو الأجهزة المسؤولة عن التدريب في وزارات أخرى .



المراجع

1-              زكي ، صديقة أحمد عبد القادر ( 2004 ) . الإدارة التعليمية والتخطيط التربوي والتعليمي . ( ط 1 ) . مكة : مطابع بهادر .
2-              أبو طاحون ، أمل لطفي ( 2010 ) . التخطيط التربوي واعتباراته الثقافية والاجتماعية والاقتصادية . عمّان : دار اليازوري .
3-              البوهي ، فاروق شوقي ( 2011 ) . التخطيط التربوي – عملياته ومداخله وارتباطه بالتنمية والدور المتغير للمعلم . ( ط 1 ) . الإسكندرية : دار الوفاء .

4-              عباس بله محمد أحمد ( 2012 ) . التخطيط التربوي ( مفاهيمه – مجالاته ) . دار جامعة السودان المفتوحة للطباعة – طابعون .