·
الفلسفة
لغة : كلمة يونانية تعني محبة الحكمة النظرية التي نظرتها نظرة شمولية كلية ،
والتي تثير في الإنسان الدهشة ، في مقابل ذلك الحكمة العملية التي نظرتها نظرة
جزئية محدودة ، ولا تثير في الإنسان الدهشة .
·
اصطلاحاً
: 1- البحث فيما ينبغي عليه أن يكون ( فالفلسفة دراسة معيارية فرضية ، تبحث عن
أفضل واقع ) .
2- البحث في الظواهر البعيدة ( وهي التي لا يمكن إدراكها أو
الإحساس بها بشكل مباشر ، ولكنها موجودة وبالإمكان تعقلها ، في مقابل ذلك الظواهر
القريبة التي يمكن إدراكها والإحساس بها ؛ فمشاهدة إسحق نيوتن للتفاحة وهي تقع من
الشجرة تمثل ظاهرة قريبة ، ما أدى إلى إثارة دهشته واكتشاف أصل هذه الظاهرة وهي
الجاذبية الأرضية التي تمثل الظاهرة البعيدة ) .
3-
الفلسفة عند أبو حامد الغزالي : بحر عميق على شاطئيه كفر وإلحاد ، ولكن في عمقه
وأعماقه أمن وإيمان .
·
نشأتها :
الفلسفة هي أم العلوم ، وقد بدأت عند اليونانيين قبل الميلاد بمئات السنين ، وأول
فلاسفتهم يدعى طاليس ، ثم تطورت على مدى العصور كما يلي :
1- العصر القديم : يسمى الإغريقي أو اليوناني ، قبل الميلاد ،
اتسمت الفلسفات بالنزعة القيمية من حق وخير وجمال ، وأشهر الفلاسفة : سقراط
وأفلاطون وأرسطو .
2-
العصور الوسطى : بعد الميلاد ، تميز العصر بوجود الديانات كالمسيحية والإسلام ،
اتسمت الفلسفة بالنزعة التوفيقية بين الفلسفة والدين ؛ ما أدى إلى ظهور الفلسفة
المسيحية والفلسفة الإسلامية .
3- العصر
الحديث : بدأ بنهضة وتنوير العقول ، تميز العصر بتطور العلم والتكنولوجيا ، اتسمت
الفلسفة بالنزعة العلمية عند ديكارت وروسو وكانت .
4- العصر
المعاصر : بعد الحرب العالمية الثانية ، تميز العصر بظهور المدارس الفلسفية كالبراجماتية
والواقعية والتجريبية ، اتسمت الفلسفة بالنزعة الإنسانية ؛ فأصبح الإنسان محورها .
-----------------------------------------------------------------------------------
·
مباحث أو
ميادين أو مجالات الفلسفة :
1- مجال الوجود ( الإنطولوجيا ) : ويشمل البحث في طبيعة الحياة
والطبيعة الإنسانية وطبيعة الكون وما وراء الطبيعة ، وخالق الوجود وصفاته ، وغايات
الوجود العليا ، وما شابهها من الموضوعات التي لا يمكن التعرف عليها بالتجريب
العلمي بل بالتأمل والاستدلال العقلي .
2- نظرية
المعرفة ( الإبستمولوجيا ) : وتشمل قدرة العقل الإنساني على تحصيل المعرفة ، وهل
العقل هو الوسيلة الوحيدة لمعرفة الكون أم أن هناك مصادر أخرى للمعرفة ؟ وما مدى
قدرتها ؟ وهل المعرفة ممكنة أصلاً ؟ وهل لها حدود تقف عندها ؟ ثم لماذا نحصل على
المعرفة ؟ وما وظيفتها ؟
3- مجال
القيم ( الإكسيولوجيا ) : وتبحث في القيم المطلقة وطبيعتها ، وما مصدرها : الفرد
أم المجتمع أم قوة عليا خارجة عنهما؟وهل القيم أزلية أبدية ثابتة أم وقتية نسبية
متغيرة ؟ويتناول هذا المجال ثلاثة فروع،هي :
أ-
علم المنطق : وهدفه وضع القواعد العقلية المناسبة التي تعصم التفكير من
الوقوع في الخطأ ، أي أنه يبحث فيما ينبغي أن يكون عليه التفكير السليم وصولاً
للحق .
ب-علم الأخلاق:ويبحث في قيم الخير والشر
والفضيلة والرذيلة،وما ينبغي أن تكون عليه تصرفات الإنسان.
ج- علم الجمال : ويبحث في معايير القبح
والجمال في الأشياء ، وما ينبغي أن يكون عليه الشيء الجميل .
-----------------------------------------------------------------------------------
·
التربية
لغة : ربا يربو بمعنى زاد ونما ، ربَّى يربِّي بمعنى نشأ وترعرع ، ربَّ يرُبُّ
بمعنى أصلحه ورعاه .
إذن فالتربية هنا بمعنى : الزيادة والتنمية
والتنشئة والإصلاح والرعاية .
فالتربية إذن مناطة لكل كائن حي ، ولكن
محورها الإنسان الذي تربي فيه الجسد والروح والعقل بشكل متوازن من خلال معرفة كل
منهم ، وتبدأ تربية الإنسان ( في الإسلام ) منذ عملية اختيار الزوج والزوجة ، ثم
مرحلة الجماع ، ثم البيئة الخلوية ، فالرحمية ، ثم البيئة الخارجية .
·
التربية
اصطلاحاً : 1- في علم النفس : تنمية سلوك الفرد .
2- في علم الاجتماع : تنمية الفرد كي يكون عضواً نشطاً مميزاً في
المجتمع .
·
علاقة
الفلسفة بالتربية : هما وجهان مختلفان لشيء واحد وهو الإنسان :
1- فمن حيث الموضوع : فالتربية موضوعها الإنسان
/ وهو المحور الأساسي لموضوعات الفلسفة .
2- ومن
حيث الغاية : فإن الغاية من التربية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالغاية من الحياة ، وتقترح
الوسائل لتحقيق هذه الغاية / والفلسفة تقرر الغاية من الحياة .
3- ومن
حيث التطبيق : فالتربية هي الجانب العملي للفلسفة / والفلسفة هي الجانب النظري
للتربية .
4- ومن حيث الوسيلة : فالتربية وسيلتها عملية
تطبيقية / والفلسفة وسيلتها فكرية تأملية .
5- ومن
حيث نقل المعرفة : فالتربية تمثل العمل المتناسق الذي يهدف إلى نقل المعرفة ،
وتنمية القدرات ، وتحسين الأداء الإنساني / والفلسفة تصوغ النظريات التي تحقق
التربية تطبيقاتها .
6-ومن حيث
الأهداف:فالفلسفة تصيغ الأهداف وفق أسس فلسفية/والتربية تسير على هدى تحقيق هذه
الأهداف.
-----------------------------------------------------------------------------------
·
تعريف
فلسفة التربية : مجموعة المعتقدات ( قابلة للشك وتكون صحيحة إذا كانت واقعية )
والمسلمات ( حقائق لا تحتاج إلى برهان ) والمفاهيم ( مصطلحات تجريدية ) والمبادئ (
أعمال سلوكية ) التي حُددت بشكل متكامل مترابط متناسق ؛ لتكون بمثابة المرشد
والموجه للجهد التربوي والعملية التربوية بجميع جوانبها .
فالمعتقدات والمسلمات التي يؤمن بها الإنسان تتحول إلى مفاهيم داخل
عقله مما ينتج عنه مبادئ سلوكية يتبناها الإنسان في تصرفاته الحياتية .
·
أغراض
فلسفة التربية :
1- وضع خطة لما يعتبر أنه أفضل تربية على
الإطلاق ( يوافق المعنى الاصطلاحي للفلسفة ) .
2- إعطاء
التوجيهات فيما يتعلق بالتربية الأفضل في إطار سياسي واجتماعي واقتصادي .
3- تصحيح
الانتهاكات التي تعترف – بحق – بمبدأ التربية وسياستها ( كتحفيز الطالب المتمسك
بالقيم في حين انتشار الفساد بين الطلاب ، وهذا يعني حل المشكلات التربوية ) .
4- تركيز
الاهتمام على القضايا السياسية والممارسات التربوية التي يتم البت فيها ، إما عن
طريق البحث التجريبي أو عن طريق إعادة النظر بها بطريقة منطقية ( كمشكلة التطرف
بين الشباب تستدعي مراجعة المناهج وملاحظة الطلاب بطريقة علمية منظمة ) .
5- إجراء
بحث في مجمل المشروع التربوي ؛ بهدف تقييم كم الخبرة اللازمة للتعلم الأفضل ؛
وبهدف تبرير هذا الكم وتطويره .
·
وظائف
فلسفة التربية :
1- الفهم والاستيعاب
لنظام التعليم ، باستخدام أدوات الفلسفة ليسهل تطبيقه من الجميع .
2- تحليل المفاهيم والمصطلحات ؛ ليسهل توظيفها واستخدامها والربط
بينها .
3- نقد العملية التربوية وتوضيحها ، وقد يكون نقداً بناءً أو سلبياً ،
وكلاهما يحتاج لتعزيز .
4- القدرة على إثارة الأسئلة ؛ وذلك للفهم وحل المشكلات التربوية .
5- توضيح الفروض والمفاهيم ؛ ليسهل تطبيقها ، والفروض هي ما ينبغي
عليه أن يكون .
-----------------------------------------------------------------------------------
·
الفلسفة
الإسلامية : الدين الإسلامي جاء لهداية الناس كافة ، ولدعوة العقول إلى
التفكير وطلب العلم ، وقد اتخذت الفلسفة الإسلامية أسلوباً انتقائياً في تعاملها
مع الفلسفات السابقة ؛ فتأخذ ما يتماشى مع مبادئ الدين الإسلامي .
·
مصادر
الفلسفة الإسلامية :
1- القرآن الكريم :
كلام الله U المعجز ( لا يأتي بمثله كائناً من كان ) المتعبد
بتلاوته ( معنى شامل ) المنزل على محمد r بواسطة جبريل u ، المنقول إلينا تواتراً .
وقد نزل منجماً : لتثبيت الفؤاد ، وموافقة الفطرة السليمة ، ومجاراة
الأحداث .
2- السنة : لغة الطريق ، وهي ما صدر عن النبي r من قول أو فعل أو تقرير ،
وهدفها : إيضاح ما جاء في القرآن الكريم ، وبيان التشريعات والآداب الأخرى .
·
مبادئ
الفلسفة الإسلامية :
1- طبيعة العالم : أن
الله خلقه ، وأحدثه من عدم ؛ لحكمة إلهية ، وأنه ليس ثابتاً ، ويسير وفق نظام لا
يخطئ .
2- طبيعة الحقيقة : أن الله مصدرها ، وأنها تأتينا عن طريق رسوله r ، وأن الإسلام يحث الإنسان على استخدام العقل والملاحظة
التأملية للكون والاتجاه التجريبي ؛ للوصول إلى الحقيقة .
·
مبادئ التربية
الإسلامية :
1- المساواة في فرص
التعليم ليكون التعليم في متناول الجميع .
2- نشر العلم والاهتمام بالتعليم وإنشاء المعاهد التعليمية .
3- تطوير طرق التدريس ، ومنها استحداث طريقة المحاضرات على أيدي
المسلمين .
4- تبسيط المواد في التعليم الأولي لتناسب العقول ، والبدء بالقريب
الملموس قبل الانتقال للبعيد المجهول .
5- توطين العلاقة بين المعلم والتلميذ .
6- تقدير العلم والعلماء .
7- العناية بالطفل ، والرفق في معاملته بالعطف والرأفة .
8- مراعاة الفروق الفردية .
9- معالجة موضوعات التربية ، وللمسلمين العديد من المؤلفات في هذا
الجانب .
·
التطبيقات
التربوية للفلسفة الإسلامية :
1- المعلم : أن يتحلى
بالتدين والصدق والحلم والوقار والرفق والتواضع ، وأن يقصد بتعليمه مرضاة الله .
2- المتعلم : العناية بالتربية الخلقية للمتعلم ، مراعاة المثائل
النفسية للمتعلم ، إلزام المتعلم بتوقير معلمه واحترامه ، استخدام أسلوب الترغيب
والترهيب لتعليم المتعلم ، استخدام الجزاء والعقاب .
3- المنهاج : ينقسم إلى قسمين :
أ-
المنهج الأولي : ويشمل قراءة القرآن وحفظه ، وتعلم الحديث ، ودراسة مبادئ العلوم
والآداب التي تعين على فهم القرآن ( وهي فريضة على كل مسلم ) .
ب-
المنهج العالي : وينقسم إلى قسمين :
* المناهج
الدينية والأدبية : وتشمل علم الفقه والكلام والكتابة والنحو والعروض والتاريخ .
* المناهج العلمية : وتشمل العلوم الطبيعية كالطب النبات والحيوان
والكيمياء ، والعلوم الرياضية كالحساب والجبر والهندسة والفلك والميكانيكا وغيرها
( وهي فرض كفاية ) .
4- طرق التدريس :
تعتمد على المنهج ، وتأتي في مرحلتين :
أ- المرحلة الأولية : تعتمد على طريقة الحفظ والتلقين في تعليم القرآن
وحفظه .
ب- المرحلة العليا : تعتمد على
طريقة التعليم بالنقاش والأسئلة .
-----------------------------------------------------------------------------------
·
الفلسفة
البراجماتية : يطلق عليها العلمية أو التجريبية أو النفعية أو الوظيفية أو
الإجرائية أو الأدائية ، وهي كلمة يونانية تعني العمل ، وأشهر روادها تشارلز بيرس
( نظري ) ووليم جيمس ( مزجها بالديني ) وجون ديوي ( تربوي عملي ) .
·
مبادئ
الفلسفة البراجماتية :
1- استحالة الوصول
إلى حقيقة ثابتة لا تتغير .
2- أن الطريقة العلمية أفضل الطرق في اختبار الأفكار .
3- أن الخبرة أداة للاتصال والربط بين الفكرة والعمل .
4- أن الديمقراطية أسلوب حياة وطريقة عمل ، وخاضعة للعقل .
5- أن الحرية لا بد أن تكون مقيدة وليست مطلقة .
6- الأخذ بمعيار المنفعة .
·
التطبيقات
التربوية للفلسفة البراجماتية :
1- غاية التربية : أ-
مساعدة الطفل ليصبح ذا قيمة اجتماعية في الحاضر والمستقبل .
ب- مساعدة
الفرد كي يعيش بتوافق مع الزملاء الآخرين .
2- المعلم : إنسان يشارك في العملية التعليمية ، وهو صاحب خبرة ،
ومرشد يسهل العملية التعليمية ، ونموذج للاحترام يمارس الديمقراطية ، ويقتصر عمله
على الإثارة والتأثير .
3- المتعلم : ترى البراجماتية أن النظام ينبع من المتعلمين ، فتتم
معالجة المخالفات كما يلي : مجلس التلاميذ ، المقابلات الفردية ( إرشاد ) ، تعزيز
السلوك الإيجابي ، الاجتماع بأولياء الأمور .
4- المنهاج : جميعها تطبيقية مرنة تعتمد على التعاون ، وتتناول
المجالات التالية : المهارات الاجتماعية ،مهارات الحياة،مهارات الاستهلاك ،الفنون
اليدوية ،فنون اللغة ،حل المشكلات ،المشكلات الإنسانية ،المواطنة.
5- طرق التدريس : جميعها تطبيقية ، وهي تتمثل في تعليم الأطفال باللعب
في بداية المراحل التعليمية ، وتعليمهم بالتمثيل من خلال المسارح وغيرها ،
والمشاركة النشطة كالتعلم التعاوني والمناقشة والعصف الذهني.
6- الثواب والعقاب : يتم تعريف قواعد السلوك وأشكال العقاب من خلال
مجلس التلاميذ ، ومن خلالها يتم النظر في المخالفات والإجراءات لحلها .
7- التقويم : ومسؤوليته تتمثل في التشخيص ( الكشف ) ، والتخطيط ،
والعلاج (للنقاط الضروية دون غيرها).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق