أولاً : أنواع الإدارة :
يميز
خبراء الإدارة بين مجالين أساسيين للإدارة :
أولهما : الإدارة
العامة :
وهي الإدارة المسؤولة عن تقديم خدمات عامة لجمهور المواطنين ،
ويكون ذلك عن طريق الأجهزة والهيئات والمنظمات التابعة للدولة ؛ تستهدف تيسير أمور
الحياة العامة بالنسبة للمواطنين . ( حريري ، 2002 ، ص10 )
ثانيهما : الإدارة
الخاصة ( إدارة الأعمال ) :
وهي التي تقوم بتيسير العمل وتوجيهه في منشآت ومؤسسات يملكها
أفراد أو هيئات خاصة تقوم بنشاط محدد تستهدف منه الربح ، كما نرى في كثير من
الأنشطة الاقتصادية . ( حريري ، 2002 ،
ص10 )
وتنبثق
من الإدارة العامة مجموعة من الإدارات من أهمها :
أولًا : الإدارة
التربوية :
تعرف الإدارة التربوية بأنها " مجموعة العمليات التنفيذية
والفنية التي تتم عن طريق العمل الإنساني الجماعي التعاوني ،الساعي على الدوام إلى
توفير المناخ الفكري والجماعي النشط المنظم ؛ من أجل تذليل الصعاب وتكييف المشكلات
الموجودة ، وتحقيق الأهداف التربوية المحددة للمجتمع وللمؤسسات التعليمية " .
( الشيباني ، 1985 ، ص 184 )
ثانيًا : الإدارة التعليمية :
تعرف الإدارة التعليمية بأنها " كل عمل منسق ومنظم يخدم
التربية والتعليم ، وتتحقق من ورائه الأغراض التربوية والتعليمية ، تحقيقاً يتمشى
مع الأهداف الأساسية من التعليم " . ( مساد ، 1425 ، ص 22 )
ثالثًا : الإدارة
المدرسية :
الإدارة المدرسية هي " تلك الجهود المنسقة التي يقوم بها
مدير المدرسة مع جميع العاملين معه من مدرسين وإداريين وغيرهم ؛ بغية تحقيق
الأهداف التربوية داخل المدرسة تحقيقاً يتمشى مع ما تهدف إليه الأمة من تربية
أبنائها تربية صحيحة وعلى أساس سليم " .
( مساد ، 1425 ، ص 25 )
رابعًا : الإدارة
الصفية :
هي العملية التي تهدف إلى تنظيم الإمكانات المتاحة ؛ لتحقيق
التربية المتكاملة لشخصية التلميذ داخل بيئة الصف بمعناه الواسع ، وتتضمن هذه
الإدارة عدداً من العمليات المختلفة من تخطيط وتنظيم وتوجيه وتقويم للعمل والأفراد
. ( حجي ، 1999، ص9 )
وبعد استعراض أنواع
الإدارات يمكننا القول بأنها تشترك جميعها في الخطوات الرئيسية لأسلوب العمل ، من
تخطيط وتنظيم وتوجيه ومتابعة وتقويم ، واتخاذ القرارات ، ووضع القوانين واللوائح
التي تنظم العمل في كل منهم ، وأنها تخضع جميعاً للسياسة العامة للدولة ، أما فيما
يتعلق بالتفاصيل ، فإن لكل إدارة طبيعة وأهداف تسعى كل إدارة لتحقيقها . ( مطاوع ، 1996 ، ص15 )
ونظراً للخلط الذي
يقع فيه الكثير من الباحثين في أنواع الإدارات ، فسنستعرض فيما يلي أوجه الاختلاف
فيما بينها على النحو التالي :
·
بين الإدارة العامة وإدارة الأعمال : تستهدف الإدارة العامة تأدية خدمة عامة في ظروف
احتكارية ، وهي تقوم على تنظيم واسع النطاق ، بينما إدارة الأعمال تستهدف الربح
أساساً في روح تنافسية ، وهي تقوم على تنظيم محدد . ( الصباب ، 1993 ، ص 49 )
·
بين الإدارة التربوية والإدارة التعليمية : تعتبر الإدارة التربوية أعم وأشمل ؛ فهي تشمل
مدخلات وعناصر العملية التعليمية جميعها من موارد بشرية ( معلمين ، ومتعلمين ، ...)
، وما تحمله من قيم واتجاهات ، وعناصر مادية (الأبنية والتجهيزات والمعدات
والتقنية ،...) ، بينما الإدارة التعليمية تعتبر أكثر تحديداً ووضوحاً من حيث
المعالجة العلمية للعملية التعليمية . (مرسي،1422، ص ص 12-13)
·
بين الإدارة التعليمية والإدارة المدرسية : فالإدارة التعليمية تعني الأعمال التي يقوم بها
الإداريون في المستويات العليا في الجهاز التعليمي المركزي ( الوزارة ) واللامركزي
( الإدارات التعليمية ) ، وهي التي تقوم برسم السياسة التعليمية ، وهي التي تمد
المدرسة بالمتطلبات المادية والفنية والبشرية ، كما تقوم بالإشراف والرقابة لضمان
سلامة التنفيذ ، بينما الإدارة المدرسية تعني العمل في الوحدات التي تقوم بتنفيذ
السياسة التعليمية .
وهناك فرق آخر وهو أن الإدارة التعليمية يرأسها وزير مهمته
تنسيق السياسة التعليمية مع السياسة العامة للدولة ، والإشراف على تنفيذ هذه
السياسة إما بطريقة مباشرة أو من خلال أجهزة الوزارة المختلفة ، أما الإدارة
المدرسية فوحدتها المدرسة ، ويعمل على إدارتها مدير المدرسة ، ومهمته العمل على
نجاح المدرسة في تحقيق أهدافها ضمن القوانين والأنظمة التي رسمتها الإدارة
التعليمية ، وتختلف الصلاحيات الممنوحة له من بلد إلى آخر وفقاً للنظام الإداري
المتبع . (مطاوع ، 1996 ، ص16 )
ثانياً : مستويات الإدارة :
تنقسم الإدارة إلى ثلاثة مستويات رئيسة ، هي :
1-
مستوى الإدارة العليا : مهمتها تحديد الأهداف العامة وبعيدة
المدى ، ورسم السياسات الشاملة ، ووضع الخطط الطويلة المدى ، واعتماد الخطط والبرامج
التي تعدها الإدارة الوسطى ، واتخاذ
القرارات الاستراتيجية .
2-
مستوى الإدارة الوسطى : مهمتها : ترجمة الأهداف والسياسات
العامة المحددة من الإدارة العليا إلى خطط وبرامج عمل ، وهي أداة الإدارة العليا
لوضع قراراتها موضع التطبيق العملي ، وأداة الربط بين الإدارة العليا والإدارة التنفيذية
، وتوجيه النشاط اليومي والعمليات الجارية ، وتركز على التخطيط القصير والمتوسط
الأجل ، ويغلب في هذا المستوى التخصص الفني والمهني .
3-
مستوى الإدارة التنفيذية : مهمتها : تقوم بأعباء الإدارة والعمليات
التنفيذية بالدرجة الأولى ، وتخطيط عملية التنفيذ والإشراف اليومي الدقيق على
تطوير سير العمليات ، ودرجة التخصص المهني تصل إلى أعلى درجة ، وتوزيع العمل على
العاملين وتوجيههم وإرشادهم ، وتمثل الإدارة التنفيذية خط الاتصال الأول بمواقع
العمل الفعلي ، وهي تقوم بإمداد الإدارة الوسطى بالمعلومات الحيوية التي تحتاجها .
( الصباب ، 1993 ، ص 26 )
وبعد
استعراض مستويات الإدارات يمكننا القول بأنها تشترك جميعها في أنها تمارس وظيفة
الإدارة من حيث تحديد الأهداف والتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة .
وتختلف في نطاق العمل الإداري الذي تمارسه ، وحجم
المسؤوليات التي تتحملها ، ومدى السلطات المخولة لها .
المراجع
1-
حريري ، هاشم بكر ، الإدارة التربوية ، مكة المكرمة ، ط 2 ،
2002 م .
2-
الشيباني، عمر محمد التومي ، الفكر التربوي بين النظرية
والتطبيق ، المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان ، طرابلس ، 1985م .
3-
مساد، عمر حسن ، الإدارة المدرسية ، دار صفاء للنشر والتوزيع،
الطبعة الأولى، عمان، 1425هـ .
4-
حجي ، أحمد إسماعيل ، نحو علم للإدارة التعليمية المقارنة ، دار
النهضة العربية ، القاهرة ، 1992 م .
5-
مطاوع ، إبراهيم عصمت ، وحسن ، أمينة أحمد ، الأصول الإدارية
للتربية ، جدة : دار الشروق ، ط 3 ، 1996 م .
6-
الصباب ، أحمد عبدالله ، أصول الإدارة الحديثة ، جدة ، دار
البلاد ، ط 4 ، 1993 م .
7-
مرسي ، محمد منير ، الإدارة التعليمية : أصولها وتطبيقاتها ،
عالم الكتب ، القاهرة ، 1422هـ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق