الاثنين، 22 مايو 2017

المبادئ الإدارية في ضوء الكتاب والسنة ..!




سنعرض في هذا البحث المبادئ الإدارية الأربعة عشر ، وهي التي ذكرها هنري فايول في كتابه " الإدارة العامة والصناعية " ( مطاوع ، 1996 ، ص 35 ) ، وما يقابلها من نصوص في القرآن الكريم ( وهو كلام الله عزَّ وجلَّ ، المنزَّل على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام ، ويحتوي على مئة وأربع عشرة سورة ، أولها الفاتحة وآخرها الناس ، وهو الذي يتعبد بتلاوته ، كما يتضمن أحكاماً عديدة لإدارة شؤون العباد ) ، والسنة النبوية الشريفة ( وهي أقوال وأفعال وترك وتقريرات الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما نتج عنها من أحكام . وبمفهوم إداري يمكن تعريفها بأنها تعتبر اللوائح التفسيرية لكتاب الله تبارك وتعالى  ) ( المزجاجي ، 2000 ، ص 179 )

·         المبادئ الإدارية في ضوء الكتاب والسنة ، وهي على النحول التالي :
1-           تقسيم العمل : ويقصد به التخصص ، فكلما ازدادت المجتمعات رقيًّا كلما ازداد أعضاؤها تميزًا في القدرة على أداء نوع معين من الأعمال .
ومن الآيات التي تدل على تقسيم العمل والتخصص قوله سبحانه وتعالى حكاية عن نبيِّه يوسف عليه السلام :﴿ قالَ اجعَلني عَلى خَزائِنِ الأَرضِ إِنّي حَفيظٌ عَليمٌ [ يوسف : 55 ] ، حيث نجد أن يوسف عليه السلام " يرشح نفسه لمنصب يقابل وزير المالية أو التموين في عصرنا الحاضر ، وهو منصب يتعلق بالأرقام والإحصاءات والأموال والتخطيط والتخزين والتوزيع ، وكل هذه المهمات تحتاج إلى العلم والحفظ ، وهما الصفتان اللتان أبرزهما يوسف عليه السلام في عرض مؤهلاته لطلب الترشيح للوظيفة " . وهو قدّم الحفظَ على العلم لاشتماله على معنى العدل والأمانة ، وهما أساس في الإدارة في المفهوم الإسلامي . ( الجريسي ، ص 80 )
ومن ذلك أيضاً قوله تعالى : ﴿ وَما كانَ المُؤمِنونَ لِيَنفِروا كافَّةً فَلَولا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ مِنهُم طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهوا فِي الدّينِ وَلِيُنذِروا قَومَهُم إِذا رَجَعوا إِلَيهِم لَعَلَّهُم يَحذَرون[ التوبة : 122 ] ، وهذا يُعدّ نصاً في تقسيم المهمات ، وتخصيص الأعمال ، ففي الآية - كما ذكر المفسرون - توجيهٌ للمؤمنين بعدم الخروج للجهاد جميعاً ، بل تخرج طائفة منهم وتبقى الأخرى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لتتفقه في الدين حتى إذا رجع إخوانهم من الجهاد أخبروهم بما تعلموه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمور دينهم . ( الجريسي ، ص 81 )
وقوله تعالى : ﴿ مَّا جَعَلَ اللَّـهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ [ الأحزاب : 4 ] ، فالآية تدل بوضوح على أن القدرة الإنسانية تقصر عن أداء عدد من المهمات في آن واحد ، إذ ليس لأحد من الناس قلبان يعقل بهما كما روي في سبب نزول الآية أن رجلاً من قريش ادعى ذلك فنزلت الآية مُكذِّبة لزعمه . ( الجريسي ، ص 81 )
أما في السنة المطهرة فقد جاء عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم التحذير من إسناد الأمور إلى غير أهلها ، وعَدَّه من تضييع الأمانة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا ضُيِّعَت الأمانة فانتظر الساعة "  قال : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : " إذا أُسنِد الأمرُ إلى غير أهله فانتظر الساعة " [ صحيح ] . ( الجريسي ، ص 93)
وقال صلى الله عليه وسلم - مثبتًا منقصة الخيانة لمن حابى في تولية من ليس أهلاً للولاية - : " من استعمل رجلاً من عصابة وفي تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله وخان المؤمنين " [ صححه الألباني ] . ( الجريسي ، ص 93 )
أما قوله صلى الله عليه وسلم : " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأشدُّهم في أمر الله عمر ، وأصدقهم حياءً عثمان ، وأقرؤهم لكتاب الله أبيُّ بن كعب ، وأفرضهم زيد بن ثابت ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، ألا وإن لكل أمة أميناً وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " [ صحيح مرفوع ] ، فالحديث إشارة واضحة إلى عظيم علمه صلى الله عليه وسلم بأهمية التخصص في الأعمال ، فها هو يخص أبيَّ بن كعب بمعرفة أوجه القراءات ، وزيدَ بن ثابت بعلم الفرائض ، ومعاذ بن جبل بعلم الحلال والحرام ، وأبا عبيدة بأمانة الأمة . ( الجريسي ، ص 94 )
وإسناد العمل إلى المختص به هو من الأسباب المسهمة في إنجاح هذا العمل وإتقانه ، وهذا مما شدد عليه الإسلام ، سواء في جانب الأعمال التعبدية أو الأعمال الدنيوية ، ومما لاشك فيه أن أداء العمل على أسس صحيحة يوفر الجهد والوقت والمال فلا يُهدَر بعد ذلك في التصحيح والتقويم ، وإلى ذلك وجّه النبيُّ صلى الله عليه وسلم الأمة بقوله : " إن الله تبارك وتعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " [ صحيح ] . ( الجريسي ، ص 94 )
وقوله صلى الله عليه وسلم : " استعينوا على كل صنعة بصالحي أهلها " [ ضعيف ] .     ( المطيري ، 2004 ، ص 114 )
ومن الأحاديث النبوية التي تدل على وجوب إسناد العمل إلى المختص به أيضاً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من استعمل رجلًا وهو يجدُ غيرَه خيرًا منه وأعلمُ منه بكتابِ اللهِ وسنَّةِ نبيِّه فقد خان اللهَ ورسولَه وجميعَ المؤمنين " [ ضعيف ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 168 )
وفي رواية : " مَنِ استَعْمَل رَجُلًا على عِصابةٍ ، وفي تلك العِصابةِ مَنْ هو أرضَى للهِ منه ؛ فقد خان اللهَ ورسولَه ، وخان جماعةَ المسلمينَ " [ ضعيف ] . ( المطيري ، 2004 ،    ص 168 )

2-           المسؤولية والسلطة : فالمسؤولية نتيجة طبيعية للسلطة ؛ وعلى ذلك يجب تحديد درجة المسؤولية أولاً ثم تخويل صاحبها السلطة المناسبة لإصدار الأوامر .
ومن الآيات التي تدل على هذا المبدأ قوله تعالى : ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ [ ص : 26 ] . ( المطيري ، 2004 ،   ص 240 )
وقوله تعالى : ﴿ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ [ الحج : 41 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 240 )
أما ما ورد عن هذا المبدأ في الأحاديث النبوية فقوله صلى الله عليه وسلم : " كُلُّكُم راعٍ ، وكُلُّكُم مَسْؤُولٌ عَن رَعِيَّتِه ، الإِمامُ راعٍ ومَسؤُولٌ عنْ رعِيَّتِه ، والرَّجُلُ راعٍ في أهلِه وهو مَسْؤُولٌ عن رعيَّتِهِ ، والمرْأةُ راعِيةٌ في بيتِ زوجِها ومَسْؤُولةٌ عن رعِيَّتِها ، والخادِمُ راعٍ في مالِ سيِّدِه ومَسْؤُولٌ عن رعيَّتِه ،وكُلُّكُم راعٍ ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِه"[ صحيح ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 114 )
وقوله صلى الله عليه وسلم : " ما مِن عبدٍ يَسترعيهِ اللَّهُ رعيَّةً يموتُ يومَ يموتُ وَهوَ غاشٌّ لرعيَّتِهِ إلَّا حرَّمَ اللَّهُ علَيهِ الجنَّةَ  " [ صحيح ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 239 )

3-           الالتزام والطاعة : فالنظام يعني إطاعة الأوامر وتنفيذها ؛ إذ أنه بدون النظام لا يمكن أن تزدهر أية مؤسسة .
يقول تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [ النساء : 59 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 69 )
ومن الأحاديث النبوية التي تحث على الالتزام والطاعة قوله صلى الله عليه وسلم : " اسمعوا وأطيعُوا ، وإن استُعمل عليكم عبدٌ حبشيٌّ ، كأنَّ رأسَه زبيبةٌ " [ صحيح ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 114 )
وقوله صلى الله عليه وسلم : " السمعُ والطاعةُ على المرءِ المسلمِ فيما أحبَّ وكرهَ ، ما لم يُؤمَرُ بمعصيةٍ ، فإذا أُمِرَ بمعصيةٍ فلا سمع ولا طاعةَ " [ صحيح ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 114 )
وقوله صلى الله عليه وسلم : " من أطاعني فقد أطاعَ اللهَ ومن عصاني فقد عصى الله . ومن يُطِعِ الأميرَ فقد أطاعَنِي ، ومن يَعْصِ الأميرَ فقد عَصَانِي " [ صحيح ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 239 )

4-           وحدة الأمر : فالتعليمات تصدر من رئيس واحد فقط ؛ لكيلا ينتج الاستهانة بالسلطة والإخلال بالنظام وإشاعة الفوضى بما يشعر الفرد بعدم الرضا .
يقول تعالى : ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ [ ص : 26 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 240 )
وقال تعالى أيضاً : ﴿ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ [ الحج : 41 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 240 )
ومن الأحاديث النبوية التي تحض على وحدة الأمر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا يحلُّ لثلاثةٍ يكونونَ بفلاةٍ من الأرضِ إلَّا أمَّروا عليهِم أحدَهم " [ ضعيف ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 113 )
وقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا خرَج ثلاثةٌ في سفَرٍ فلْيُؤمِّروا أحَدَهم " [ صحيح ] .    ( المطيري ، 2004 ، ص 114 )

5-        وحدة التوجيه : وتعني رئيس واحد وخطة واحدة ؛ لتنسيق القوى وتركيز الجهود .
يقول تعالى : ﴿ ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ [ النحل : 125 ].
ويقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم : " إن الدِّينَ النصيحةُ - إن الدِّينَ النصيحةُ - إن الدِّينَ النصيحةُ قالوا : لمَن يا رسولَ اللهِ ؟ قال : للهِ ولكتابِه ولرسولِه ولأئمةِ المسلمين وعامَّتِهم " [ صحيح ].
وثمة توجيه آخر من النبيِّ صلى الله عليه وسلم لأصحابه ولعامة المسلمين في الحث على التوجيه والإرشاد ، يتجلى في قوله صلى الله عليه وسلم : " مَن رأى مِنكُم مُنكرًا فليغيِّرهُ بيدِهِ ، فإن لَم يَستَطِع فبِلسانِهِ ، فإن لم يستَطِعْ فبقَلبِهِ . وذلِكَ أضعَفُ الإيمانِ "    [ صحيح ] .
ومن أجل أن يكون التوجيه فعالاً فإنه يتعين أن يكون على فترات دون إطالة ؛ لأن الإطالة تبعث على الملل والسآمة ، فقد جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال : " كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يتخوَّلُنا بالموعظةِ في الأيَّامِ كراهةَ السَّآمةِ علَينا " [ صحيح ] .   ( الجريسي ، ص 95 )

6-           خضوع المصالح الفردية للمصلحة العامة : فالفرد يعمل لصالح المجتمع ، وهنا يجب على الإدارة مراعاة الحزم والقدوة والعدالة والرقابة .
قال تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [ الحشر : 9 ] .
ومن صفات المؤمنين أنهم يطعمون الطعام للمحتاج على حبهم إياه وشهوتهم له ابتغاء وجه الله ، قال تعالى : ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا [ الإنسان : 8 - 9 ] .
وقوله تعالى : ﴿ مَّا أَفَاءَ اللَّـهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ أُولَـئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ  [ الحشر : 7 - 8 ] ، فعندما هاجر المهاجرون مع النبي عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة ، ترك الكثير منهم أموالهم خلفهم ، ولقد سخت نفوس الأنصار بالنسبة للمهاجرين ، ولكن الفجوة ظلت واسعة بين أثرياء المدينة وفقراء المهاجرين إلى أن كانت موقعة بني النضير ، التي لم تقع فيها حرب بل سُلِّمت للنبي صلى الله عليه وسلم صلحاً . فقرر عليه الصلاة والسلام أن يكون فيؤها - والفيء كله لله والرسول بخلاف ما يقع في الحرب إذ تكون أربعة الأخماس للمقاتلين والخمس وحده لله والرسول -  للمهاجرين ؛ وبذلك أعاد لجماعة المسلمين شيئاً من التوازن في الملكية .
ومن الأحاديث النبوية التي وردت في تغليب المصلحة العامة على المصلحة الفردية قوله صلى الله عليه وسلم : " المسلِمونَ شُركاءُ في ثلاثةٍ : في الكَلَأِ ، والماءِ ، والنارِ " [صحيح].
وقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يُمنعُ الماءُ والنارُ والكلأُ " [ صحيح ] .
وقوله صلى الله عليه وسلم :  " من كانَ عندَهُ فضلُ ظَهْرٍ فليعُدْ بهِ علَى مَن لا ظَهْرَ لَه ومن كانَ عندَهُ فَضلُ زادٍ فليَعُدْ بهِ علَى مَن لا زادَ لَه حتَّى ظننَّا أنَّهُ لا حقَّ لأحدٍ منَّا في الفَضلِ " [ صحيح ] .
وقوله صلى الله عليه وسلم " أيُّما أَهلِ عَرْصَةٍ أصبحَ فيهمُ امرؤٌ جائعٌ فقد برِئت منهم ذمَّةُ اللَّهِ تبارَك وتعالى [ ضعفه الألباني ]  ، والعرصة : البقعة أو الساحة بين الدور .
وقوله صلى الله عليه وسلم " إنَّ الأشعريِّينَ إذا أرملوا في الغزوِ أو قلَّ طعامُ عيالِهم بالمدينةِ جمعوا ما كانَ عندَهم في ثوبٍ واحدٍ ثمَّ اقتسموهُ بينَهم في إناءٍ واحدٍ بالسَّويَّةِ فَهم منِّي وأنا منْهم " [ صحيح ] .
وقوله صلى الله عليه وسلم " ليس المؤمنُ الَّذي يشبَعُ وجارُه جائعٌ " [صحيح] .
( محبوب ، ص 33 )
ومما يدل على تعزيز خضوع المصالح الفردية للمصلحة العامة قوله صلى الله عليه وسلم " لا يبع حاضر لباد ، دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض " [ صحيح ].
ومن تقديم المصلحة العامة أيضاً منعه من تلقى الركبان ، وهي مصلحة أهل السوق على مصلحة خاصة ، وهي مصلحة المتلقي في أن يحصل على السلطة ويعيد بيعها بربح يعود عليه .
والنهي عن الاحتكار في قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يَحْتَكِرُ إلَّا خاطئٌ " [ صحيح ] . ( محمد ، 2015 ، ص 30 )

7-           مكافأة الأفراد والأجور : لتحسين مستوى الأداء ورفع مستوى الإنتاج .
وقد كان لموضوع الحوافز حيِّزٌ في توجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية حيث قال تعالى :    ﴿ وَلا تَبخَسُوا النّاسَ أَشياءَهُم [ هود : 85 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 166 )
وقال تعالى : ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ      [ الزلزلة : 7 - 8 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 167 )
وقال تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ إِنّا لا نُضيعُ أَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلًا [ الكهف : 30 ] . ( المزجاجي ، 2000 ، ص 246 )
وقال تعالى : ﴿ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ
لَمِنَ الصَّالِحِينَ  [ العنكبوت : 27 ] . ( المزجاجي ، 2000 ، ص 249 )
وقال تعالى : ﴿ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّـهُ إِلَيْكَ  [ القصص : 77 ] . ( المزجاجي ، 2000 ، ص 254 )
وقال تعالى : ﴿ وَيُبَشِّرَ المُؤمِنينَ الَّذينَ يَعمَلونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُم أَجرًا حَسَنًا          [ الكهف : 2 ] . ( المزجاجي ، 2000 ، ص 241 )
وقال تعالى : ﴿ قالَ لَو شِئتَ لَاتَّخَذتَ عَلَيهِ أَجرًا [ الكهف : 77 ] . ( المزجاجي ، 2000 ، ص 241 )
وقال تعالى : ﴿ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ [ الطلاق : 6 ] . ( المزجاجي ، 2000 ، ص 241 )
ومن الأحاديث النبوية قوله صلى الله عليه وسلم : " مَن استأجرَ أجيرًا فليُعلِمهُ أجرَهُ "      [ ضعيف ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " أَعطُوا الأجيرَ أجْرَه قبلَ أن يَجِفَّ عَرَقُه "         [ ضعيف ] ، وفي الحديث القدسي ( وهو ما ينسب قوله إلى الله تبارك وتعالى ، ولفظه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ) ( المزجاجي ، 2000 ، ص 180 ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى : " ثلاثةٌ أنا خَصمُهمْ يومَ القيامَةِ . . . " ، وذكر منهم : " ورجلٌ استأجَرَ أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطِهِ أجرَهُ " [ صحيح ] .( المزجاجي ، 2000 ، ص 242 )

8-           المركزية : وهي أمر يتطلبه منطق الطبيعة كمبدأ تقسيم العمل .
قال تعالى : ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّـهُ  [ النساء : 105 ] .
ومن أهم مظاهر المركزية الإدارية التي يمكن استخلاصها من تركيز السلطة بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ، ما يلي :
أولاً - تفرد الرسول صلى الله عليه وسلم باختيار العمال وتعيينهم ، بعد التحقق من شروط الكفاءة والجدارة بهم .
ثانياً - ممارسة الرسول صلى الله عليه وسلم لسلطة التوجيه ، وإصدار التعليمات التي يجب على المرؤوس أن يلتزم بها في أعماله القانونية والمادية ، وتظهر هذه السلطة جلية في بعثته صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم إلى بني حارث ليكون والياً عليهم ، إذ كتب له كتاباً تضمن العديد من التوجيهات .
ثالثاً - مباشرة الرسول صلى الله عليه وسلم لمظاهر السلطة الرئاسية على أعمال المرؤوس وشخصيته ، وهو ما يستفاد من رقابة الرسول صلى الله عليه وسلم لعامليه ومحاسبتهم ، فقد عزل صلى الله عليه وسلم عامله على البحرين ( العلاء بن عبدالله بن عماد الحضرمي ) ، وعيَّن عاملاً غيره . ( السيد ، 1999 ، ص 29 )

9-           تدرج السلطة : فينبغي توضيح تسلسل الرئاسات من الأعلى إلى الأدنى ، وتوضيح نطاق الإشراف ؛ لسهولة القيام بمقتضيات حدود اتصالات العمل ، وملاءمته مع الحاجة إلى السرعة في تنفيذ الأعمال أو حل المشكلات المعروضة .
ويشير القرآن الكريم إلى هذا المبدأ في قوله تعالى : ﴿ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا [ الزخرف : 32 ] ، أي : ليكون كلٌ منكم مسخراً لخدمة الآخر وسبباً في معاشه . ( الجريسي ، ص 80 )
وقوله تعالى : ﴿ وَهُوَ الَّذي جَعَلَكُم خَلائِفَ الأَرضِ وَرَفَعَ بَعضَكُم فَوقَ بَعضٍ دَرَجاتٍ لِيَبلُوَكُم في ما آتاكُم [ الأنعام : 165 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 109 )
وقوله تعالى : ﴿ يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [ المجادلة : 11 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 109 )
وقوله تعالى : ﴿ وَاللَّـهُ فَضَّلَ بَعضَكُم عَلى بَعضٍ فِي الرِّزقِ [ النحل : 71 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 110 )
ومن الأحاديث النبوية التي تشير إلى مبدأ تدرج السلطة قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا يحلُّ لثلاثةٍ يكونونَ بفلاةٍ من الأرضِ إلَّا أمَّروا عليهِم أحدَهم " [ ضعيف ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 113 )
وقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا خرَج ثلاثةٌ في سفَرٍ فلْيُؤمِّروا أحَدَهم " [ صحيح ] .    ( المطيري ، 2004 ، ص 114 )
10-     الترتيب والنظام : فترتيب الأهداف والأولويات ، وترتيب المواد المستخدمة في العمل ، وتواجد الأفـراد في الأمكنة المناسبة لهـــم يتيح سهولــة مزاولـــة مختلف الأنشطة في أقـــل جهد ووقت
وتكلفة ، وهذا لا يتأتى إلا عن طريق التنظيم الجيد ، والاختيار الجيد .
فحين أمر المولى عزَّ وجلَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالدعوة في قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ [ المدثر : 1 - 2 ]  ، فإنه حدد له أولوية دعوة الأقربين من عشيرته بقوله تعالى : ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ [ الشعراء : 214 ] .
وحين أمر سبحانه المسلم بالحذر من النار واتخاذ سبل الوقاية منها أمره أن يبدأ بنفسه ثم بأهله ، وذلك في قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [ التحريم : 6 ] .
ومن الأحاديث النبوية التي تدل على هذا المبدأ وصيّة النبيِّ صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين بعثه إلى اليمن لدعوتهم إلى الإسلام ، في قوله صلى الله عليه وسلم : " إنك ستأتي قومًا أهلَ كتابٍ ، فإذا جئتَهم فادْعُهم إلى : أن يشهدوا أن لا إلهَ إلا اللهُ ، وأن محمدًا رسولُ اللهِ ، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبِرْهم أن اللهَ قد فرض عليهم خمسِ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ ، فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فأخبِرْهم أن اللهَ قد فرضَ عليهم صدقةً ، تؤخذُ من أغنيائِهم فتردُّ على فقرائِهم , فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فإياك وكرائمَ أموالهٍم ، واتقِ دعوةَ المظلومِ ، فإنه ليس بينَه وبين اللهِ حجابٌ " [ صحيح ] .
نلحظ من سياق هذا الحديث أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد حدد لمعاذ بن جبل رضي الله عنه أهداف البعثة ورتب له أولويات الدعوة ، حتى لا تذهب جهوده سدى ، كل ذلك من أجل أن تحقق البعثة أهدافها المرسومة في أقل وقت ممكن . ( الجريسي ، ص ص 78 – 89 )

11-     العدالة والمساواة : وذلك لتشجيع العاملين على الأداء بأعلى طاقاتهم ، وإحساسهم بالولاء والإخلاص لعملهم .
قال تعالى : ﴿ وَإِذا قُلتُم فَاعدِلوا وَلَو كانَ ذا قُربى [ الأنعام : 152 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 165 )
وقال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّـهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ        [ المائدة : 8 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 165 )
وقال تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ [ النساء : 58 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 237 )
وقال تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّـهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسانِ وَإيتاءِ ذِي القُربى وَيَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرونَ [ النحل : 90 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 237 )
وقال تعالى : ﴿ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [ الحجرات : 9 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 238 )
ومن الأحاديث النبوية التي تحث على مبدأ العدل والمساواة ، قوله صلى الله عليه وسلم : " وايمُ اللهِ لو أنَّ فاطمةَ بنتَ محمدٍ سَرقَتْ لقطَعتُ يدَها " [ صحيح ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 169 )
وقوله صلى الله عليه وسلم : " يا فاطمةُ بنتَ محمَّدٍ ! يا صفيَّةُ بنتَ عبدِ المطَّلبِ ! يا بني عبدِ المُطَّلبِ ! لا أملِكُ لكم مِن اللهِ شيئًا . سَلُوني مِن مالي ما شِئْتُم " [ صحيح ] .        ( المطيري ، 2004 ، ص 169 )
وقوله صلى الله عليه وسلم : " سبعةٌ يُظلِّهم اللهُ في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه : الإمامُ العادلُ . . . " [صحيح] . ( المطيري ، 2004 ، ص 239 )
وقوله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ المقسِطين عند اللهِ يومَ القيامةِ على منابرَ من نورٍ عن يمينِ الرحمنِ ، و كلتا يدَيه يمينٌ : الذين يعدِلون في حكمِهم ، و أهليهم و ما وُلُّوا "       [ صحيح ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 239 )

12-     الاستقرار الوظيفي : وذلك بإعطاء الموظف الجديد بعض الوقت ؛ ليعتاد على عمله ؛ ليؤديه بنجاح .
ومن ذلك قوله تعالى على لسان يوسف حينما طلب تبرئة ساحته مما ألصق به من تهمة  :  ﴿ ارجِع إِلى رَبِّكَ فَاسأَلهُ ما بالُ النِّسوَةِ اللّاتي قَطَّعنَ أَيدِيَهُنَّ إِنَّ رَبّي بِكَيدِهِنَّ عَليمٌ      [ يوسف : 50 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 165 )
وقوله تعالى : ﴿ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّـهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ  [ القصص : 27 - 28 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 165 )
وقوله تعالى : ﴿ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا [ البقرة : 233 ] ، فمن البدهيات ألاَّ يُكلف العامل بما لا يُتقِنه ، وألاّ يُكلَّف بما لا يُطيق من الأعمال ؛ ذلك أن الإنسان إذا كُلِّف بما ليس في وسعه عجز حتمًا عن أدائه ، وإن حاول تأديته فإنه يؤديه على وجهٍ فيه خلل وقصور .  ( الجريسي ، ص 82 )
ومن الأحاديث النبوية التي تشير إلى هذا المبدأ قوله صلى الله عليه وسلم : " إخوانُكم خَوَلُكم، جعلَهم اللهُ تحتَ أيديِكم ، فمن كان أخوه تحتَ يدِه ، فلْيُطعِمْه مما يأكُلُ ، وليُلْبِسه مما يَلبَسُ ، ولا تُكلِّفوهم ما يَغلِبُهم ، فإن كلَّفتُموهم فأعينوهم "[ صحيح ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 169 )
وعن أنس رضي الله عنه قال : " ولقد خدمتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عشرَ سنينَ فواللَّه ما قالَ لي : أُفٍّ قطُّ ، ولا قالَ لشيءٍ فعلتُهُ : لمَ فعلتَ كَذا ؟ ولا لشيءٍ لم أفعلْهُ : ألا فعلتَ كَذا ؟ " [ صحيح ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 169 )
وقال صلى الله عليه وسلم : " من كانَ لنا عاملًا فليَكتسب زوجةً فإن لم يَكن لَهُ خادمٌ فليَكتسِبْ خادمًا فإن لم يَكن لَهُ مسْكنٌ فليَكتسب مَسْكنًا ، ومنِ اتَّخذَ غيرَ ذلِكَ فَهوَ غالٌّ أو سارِقٌ " [ صحيح ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 169 )

13-     المبادأة أو الابتكار : وذلك بأن تقوم الإدارة بتشجيع وتنمية قدرة الموظف على التفكير في حل مشكلاته ، أو قدرته على التخطيط لفكرة معينة في العمل .
ومن الآيات التي تدل على هذا المبدأ قوله تعالى : ﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ [ البقرة : 148 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 166 )
وقوله تعالى : ﴿ وَقُلِ اعمَلوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُم وَرَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ وَسَتُرَدّونَ إِلى عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ [ التوبة : 105 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 166 )
وقوله تعالى : ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَـزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِيـنَ [ آل عمران : 159 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 237 )
ومن الأحاديث النبوية قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأن يَحتطبَ أحدُكم حُزمَةً على ظهرِه ، خيرٌ من أن يَسألَ أَحَدًا ، فيُعطيَه أو يمنعَه " [ صحيح ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 170 )

14-     روح الاتحاد والفريق : يتحقق بتجنب بث روح الفرقة بين الأفراد ، وتجنب سوء استخدام التعليمات المكتوبة لاتصالات العمل ؛ فالأوامر التي تحتاج لمزيد من الشرح أو إنجازها بسرعة يفضل إصدارها شفويًّا .
قال تعالى : ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا [ آل عمران : 103 ] .         ( المطيري ، 2004 ، ص 237 )
وقال تعالى : ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [ الحجرات : 10 ] . ( المطيري ، 2004 ، ص 238 )
وقال تعالى : ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [ المائدة : 2 ] . ( المزجاجي ، 2000 ، ص 285 )

ومن الأحاديث النبوية التي تحث على روح الفريق قوله صلى الله عليه وسلم : " المُؤمِنُ يألَفُ ويُؤلَفُ ولا خيرَ فيمَنْ لا يألَفُ ولا يُؤلَفُ وخيرُ النَّاسِ أنفَعُهم للنَّاسِ "[حسن]. ( المطيري ، 2004 ، ص 172 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق