الخميس، 25 مايو 2017

وظائف وأهداف التعليم العالى (المملكة العربية السعودية) ..!



أولاً- وظائف التعليم العالي: ( نمور، 2012)
حُدِّدت وظائف التعليم العالي في المؤتمر العالمي لمنظمة الـUNESCO ، المنعقد سنة 1998م، وقُسِّمت إلى ثلاثة وظائف رئيسية هي:
أ- التعليم (وظيفة تقليدية):
و هي أول وظيفة للتعليم العالي، فمهمة الجامعات هي القيام بإعداد الكوادر المطلوبة التي ستقوم بشغل الوظائف العلمية والتقنية، المهنية والإدارية ذات المستوى العالي ، والعمل على تنمية المهارات لدى الطلاب.
ب- البحث العلمي (وظيفة أساسية):
لقد أصبح البحث العلمي وإنتاج معرفة جديدة من أهم الوظائف الأساسية للتعليم العالي، الذي كان يقتصر على حفظ المعرفة القديمة فقط، حيث إن الجمع بين التعليم والبحث هو ما أدى إلى ظهور الجامعة الحديثة التي اهتمت بالبحث العلمي في كل من أسكتلندا في القرن 18 وألمانيا في القرن 19.
والبحث العلمي عملية فكرية منظمة، يقوم بها الباحث؛ من أجل تقصي الحقائق بشأن مسألة أو مشكلة معينة )موضوع البحث)، باتباع طريقة علمية منظمة (منهج البحث)؛ بغية الوصول إلى حلول ملائمة للعلاج، وإلى نتائج صالحة للتعميم على المشاكل المماثلة.
ويعد البحث العلمي من الركائز الأساسية للنهوض الحضاري في أي مجتمع؛ فالاكتشافات تأتي من خلال البحث والتمحيص ومتابعة الأحداث والأفكار ومحاولة تطويرها ودعمها ورعايتها، وما هي إلا نتيجة للأفكار الابتكارية لأساتذة الجامعات والطلاب المتميزين. ومن ثم تسخير نتائج البحث العلمي لخدمة المجتمع بما يحقق التنمية والتطور في مجالات الحياة كافة.
ج- الوظيفة الثالثة: ( وكالة الوزارة للتخطيط والمعلومات، 2013)
تم إطلاق هذا المفهوم (الوظيفة الثالثة)؛ لأنه ما زال يشوب هذه الوظيفة نوع من الغموض، وأصبحت في كثير من الجامعات حكراً على خدمة المجتمع. ويحظى هذا المفهوم باهتمام كبير من قبل خبراء التعليم العالي؛ لكونه يستوعب بصورة أشمل الدور المناط بالجامعات. فالوظيفة الثالثة تتوسع في هذا المفهوم لتشمل ثلاثة أبعاد ، وهي :
1- التعليم المستمر: من خلال مراكز خدمة المجتمع، وإقامة الدورات والبرامج التدريبية، والتعليم عن بعد، والتعليم بالمراسلة، وإنشاء قواعد معلومات وبيانات.
2- نقل التقنية والابتكار: من خلال توطين ونقل التقنية الحديثة، والمشاركة في تطويرها؛ لكي تتناسب مع ظروف المجتمع وأغراض التنمية.
3- المشاركة المجتمعية: وذلك من خلال تحديد احتياجات الأفراد والمؤسسات في المجتمع، ووضع البرامج والأنشطة التي تلبي هذه الاحتياجات، من خلال مؤسسات التعليم العالي، وتقديم مقترحات وحلول لقضايا المجتمع ومشكلاته من خلال إجراء البحوث التي لها الأثر المباشر.

ثانياً: أهداف التعليم العالي :
أ- الأهداف العامة: (الغانمي، 2009)
تقوم الجامعات بدور ريادي ومهم في قيادة أي مجتمع؛ لمواكبة مستجدات العصر، والمنافسة على المواقع المتقدمة بين مجتمعات العالم، ومن أهداف التعليم العالي الجامعي ما يلي :
·          نشر الثقافة العامة والمعرفة وإشاعتها بين المواطنين.
·          تدعيم القيم الروحية لدى الشباب؛ بحيث لا تنقطع صلتهم بتراثهم الأصيل.
·          الإسهام في تنوير المجتمع من حول الجامعة بالتيارات الفكرية المختلفة، ونقدها، وتوضيحها، والرد عليها.
·          العمل على سد حاجة المجتمع من الكفاءات المتخصصة، والقيادات الوطنية المدربة .
·          إعادة تدريب أصحاب الكفاءات؛ لمواكبة الجديد والمستحدث في مجالات تخصصاتهم.
·          النظر في مشكلات المجتمع المحيط، ومحاولة فهمها وتحليلها، والبحث عن حلول مناسبة لها.
·          مواكبة ثورة المعرفة الحاصل في العالم، وتقريبه لمجتمعاتها؛ بحيث لا تتخلف عن ركب الحضارة.
·          تطوير البحث العلمي، وتشجيع إجراء تجاربه داخل الجامعة وخارجها.
·          محاولة الإسهام في تعديل وتغيير وتطوير اتجاهات أفراد المجتمع نحو الارتقاء بالبحث العلمي.

ب- أهداف التعليم العالي في المملكة العربية السعودية: (المنبهي، والفرهود)
إن الدافع الأول للتعليم العالي في المملكة العربية السعودية هو تحقيق أهداف خطط التنمية الشاملة التي وضعتها الدولة للنهوض بالمجتمع وتحديثه، فكانت تنمية الموارد البشرية من أبرز الأهداف التي سعت إلى تحقيقها تلك الخطط المتوالية، مع التركيز على رفع كفاءة تلك الموارد، وزيادة معدل عرضها، فأهداف التعليم العالي بالمملكة جاءت ملبية لحاجات اجتماعية واقتصادية، ومعبرة عن حاجات واتجاهات العصر ومقتضياته، ومطالب المواطن السعودي، وعوامل نموه وتطوره، وقد تمثلت في الأهداف الرئيسة التالية:
1- الأهداف الإسلامية : وتتضمن ترسيخ الإيمان بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد  rنبياً ورسولاً، واحترام الحقوق العامة التي كفلها الإسلام وشرع حمايتها.
2- الأهداف المعرفية : وتشتمل على دراسة واستكشاف ما في الكون؛ لتوسيع المعرفة مع تنمية مهارات الأفراد؛ لتمكنهم من الاتصال بالحضارات و الثقافات الأخرى.
3- الأهداف المهارية سواء كانت عملية أو علمية أو سلوكية :وتتضمن تنمية التفكير العلمي والبحث والاستدلال، واكتساب القدرة على التعبير، وبعض المهارات الحركية اللازمة لبناء الجسم السليم.
4- الأهداف التي تتصل بالميول : تتضمن مساعدة الأفراد على اكتساب الميول الصحيحة، وتهذيب السلوك وتشجيع الهوايات.
5- الأهداف التي تتصل بالاتجاهات والقيم: وتتضمن تبصير الأفراد بالأمجاد التاريخية للأمة الإسلامية، وتنمية إحساسهم بالمشكلات، مع الحرص على دعم التكافل الاجتماعي بين الأفراد .
6- الاهداف التي تتصل بإعداد مواطنين قادرين ومؤهلين تأهيلاً علمياً مميزاً على أداء واجباتهم في خدمة وطنهم في سبيل التقدم والرقي على ضوء مبادئ الإسلام.
7- الأهداف التي تعمل على توفير القيادات الفكرية الإسلامية في شتى القطاعات العلمية والمهنية، وإعداد المعلمين في مختلف العلوم التطبيقية والتكنولوجية، وتوفير احتياجات المملكة من التخصصات والخبرات اللازمة لها في مسيرتها.

وقد نصت وثيقة سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية على أهداف التعليم العالي كما في البنود التالية :(وزارة التعليم، 1416)
·         التعليم العالي هو مرحلة التخصص العملي في كافة أنواعه ومستوياته ، رعاية لذوي الكفاية والنبوغ ، وتنمية لمواهبهم وسدًّا لحاجات المجتمع المختلفة في حاضرة ومستقبله، بما يساير التطور المفيد الذي يحقق أهداف الأمة وغايتها النبيلة .
·         تنمية عقيدة الولاء لله، ومتابعة السير في تزويد الطالب بالثقافة الإسلامية التي تشعره بمسؤولياته أمام الله عن أمة الإسلام؛ لتكون إمكانياته العلمية والعملية نافعة مثمرة .
·         إعداد مواطنين أكفاء مؤهلين علمياً وفكرياً تأهيلاً عالياً؛ لأداء واجبهم في خدمة بلادهم والنهوض بأمتهم في ضوء العقيدة السليمة، ومبادئ الإسلام السديدة .
·         إتاحة الفرصة أمام النابغين للدراسات العليا في التخصصات العلمية المختلفة .
·         القيام بدور إيجابي في ميدان البحث العلمي، الذي يسهم في مجال التقدم العالمي، في الآداب والعلوم والمخترعات، وإيجاد الحلول السليمة الملائمة لمتطلبات الحياة المتطورة واتجاهاتها التقنية (التكنولوجية).
·         النهوض بحركة التأليف والإنتاج العلمي؛ بما يطوع العلوم لخدمة الفكرة الإسلامية، ويمكِّن البلاد من دورها القيادي لبناء الحضارة الإنسانية على مبادئها الأصيلة، التي تقود البشرية إلى البرّ والرشاد، وتجنبها الانحرافات المادية والإلحادية .
·         ترجمة العلوم وفنون المعرفة النافعة إلى لغة القراَن، وتنمية ثروة اللغة العربية من "المصطلحات"؛ بما يسد حاجة التعريب، ويجعل المعرفة في متناول أكبر عدد من المواطنين .

·         القيام بالخدمات التدريبية والدراسات "التجديدية"، التي تنقل إلى الخريجين الذين هم في مجال العمل ، ما ينبغي أن يطلعوا عليه مما جد بعد تخرجهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق