يمكن تقسيم الفترة التي شكلت ملامح الفكر
الإسلامي إلى قسمين :
أولاً : عصور الازدهار : وتبدأ هذه الفترة منذ بداية القرن التاسع
الميلادي وتمتد حتى نهاية القرن الثالث عشر الميلادي ، هذه الفترة تمثل العصور
الذهبية للفكر الإسلامي لما تمخضت عنه من علماء مسلمين أسهموا في الفكر الإنساني
بآرائهم .
وقد استمد
الفكر الإسلامي مقوماته من الدين الإسلامي ، وهدفه في ذلك بناء الشخصية المسلمة ؛
ليكون مؤهلاً لتلقي التعليم والثقافة ؛ قادراً على الفهم والاستجابة ؛ متمكناً من
تشرب حضارة أمته وفهمهما والتمسك بها [1] .
ومن أهم
ملامح الفكر الإسلامي في هذه الفترة ما يلي :
1-
اهتمامه بالفرد : وهذا الاهتمام نابع
عن تصور شامل وكامل للإنسان والكون والحياة ، مبنياً على مبادئ ثلاث هي : الخلق الهادف ، والوحدة ، والاتزان [2] .
2-
اهتمامه بتعليم الفرد وتربيته وثقافته .
5-
انتشار الثقافة الإسلامية عبر مؤسسات ومعاهد مختلفة ومتنوعة ،
وهذه ميزة لم تكن موجودة في المجتمعات الأخرى [5] .
6-
الاهتمام بتعليم المرأة وتثقيفها .
أ-
احترام عقل الإنسان وتنميته بالسؤال والحوار .
ب-
امتزاج العلم بالعقيدة لضمان النفع .
ج- ارتباط العلم بحاجات البشر ومنافعهم .
د- إيجاد التوازن بين الروح والعقل والجسد .
ه- التعرف على الفروق الفردية ومراعاتها .
و- الاهتمام بالجوانب العملية والتطبيقية في
العمل .
ز- الاهتمام بتعليم الفرد في مختلف مراحل العمر .
ح- الاهتمام بالدين والدنيا معاً .
ثانياً : عصور الضعف : وتبدأ مع نهاية القرن الثالث عشر الميلادي حتى
عصرنا الحالي ، وسبب ذلك الضعف راجع إلى سقوط الدولة الإسلامية على أيدي التتار
والمغول من ناحية ، وضعف ونهاية الحكم العثماني من ناحية أخرى ؛ ما نتج عنه إصابة
الأمة الإسلامية بالجمود والركود والتخلف ، وظهور الحركات الإصلاحية الدينية التي
اتخذت التعليم والاهتمام بتربية وثقافة المجتمع وسيلة لإزالة أثار التخلف [8] .
ومن أهم ملامح الفكر الإسلامي في هذه الفترة ما
يلي :
1-
تأثر الفكر الإسلامي الحديث بالاتجاهات الثقافية الغربية ؛
نتيجة الاتصال بها عن طريق البعثات أو عن طريق الاستعمار [9] .
2-
تطور التعليم الديني .
3-
الاستفادة من طرق التربية الحديثة ونظرياتها ومحاولة تطبيقها .
4-
الاهتمام بدراسة أحوال التعليم وتطوير النظم التعليمية من خلال
خبراء أجانب .
5-
الاهتمام بإعداد المعلمين وإنشاء الجامعات .
[1] الجندي ، أنور ، التربية
وبناء الأجيال ، بيروت : دار الكتاب اللبناني ، 1982 م ، ص 154 .
[2] فرحان ، إسحق أحمد ، التربية الإسلامية بين
الأصالة والمعاصرة ، عمان : دار الفرقان ، ط 2 ، 1979 م ، ص 28-33 .
[3] مرسي ، محمد منير ، التربية الإسلامية ،
القاهرة : عالم الكتب ، 1981 م ، ص 124 .
[4] المرجع السابق ، ص 123 .
[5] الأنسي ، عبد الله علي وبا قارش ، صالح سالم ،
مشاهير الفكر التربوي عبر التاريخ ، مكة المكرمة : مكتبة إحياء التراث ، ط 4 ،
2005 م ، ص 290 .
[6] الفنيش ، أحمد علي ، أصول التربية ، ليبيا –
تونس : الدار العربية للكتاب ، 1982 م ، ص 130 – 131 .
[7] الجيار ، سيد إبراهيم ، دراسات في تاريخ الفكر
التربوي ، الكويت : وكالة المطبوعات ، 1974 م ، ص 125 .
[8] مرسي ، محمد منير ، مرجع سابق
، ص 169 – 405 .
[9] سلطان ، محمود السيد ، مسيرة الفكر التربوي عبر
التاريخ ، جدة : دار الشروق ، 1983 م ، ص 198 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق