الخميس، 25 مايو 2017

أنماط التعليم العالي التكنولوجي ..!



       أفرزت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أنماطاً حديثة من التعليم العالي، متجاوزة في ذلك الزمان والمكان بمرونة منتظمة، الأمر الذي ساعد على تلبية حاجة جميع شرائح المجتمع، وتكافؤ الفرص التعليمية لهم، ومن هذه الأنماط ما يلي:
1- التعليم عن بعد: يعد التعليم عن بعد نمطاً من أنماط التعليم، تستخدم فيه وسائل وتقنيات إلكترونية في العملية التعليمية وإدارة التفاعل بها، وتتصف بانفصال المعلم عن المتعلم، والمتعلمين عن بعضهم بعضاً، والمتعلمين عن مصادر التعلم، ويكون الانفصال إما بالبعد المكاني خارج مقرات المؤسسة التعليمية وبالبعد الوقتي لزمن التعلم أو بأحدهما.
يتم من خلال التعليم عن بعد نقل البرامج التعليمية من مواضعها في حرم المؤسسة التعليمية إلى أماكن متفرقة جغرافياً. ويهدف إلى جذب طلاب لا يستطيعون تحت الظروف العادية الاستمرار في البرامج التعليمية التقليدية.
وقد بدأ استخدام التعليم عن بعد من خلال بعض الجامعات الأوروبية والأمريكية في أواخر السبعينيات الميلادية التي كانت تقوم بإرسال مواد تعليم مختلفة من خلال البريد للطالب، وكانت هذه المواد تشمل الكتب، وشرائط التسجيل، وشرائط الفيديو، كما كان الطالب بدوره يقوم بإرسال واجباته الدراسية باستخدام الطريقة نفسها. وكانت هذه الجامعات تشترط حضور الطالب بنفسه لمقر الجامعة لأداء الاختبار النهائي الذي بموجبه يتم منح الشهادة للطالب.
ثم تطور الأمر في أواخر الثمانينيات الميلادية ليتم من خلال قنوات متعددة، وكانت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) رائدة في هذا المجال. وفي أوائل التسعينيات الميلادية ظهرت شبكة المعلومات بقوة كوسيلة اتصال بديلة سريعة وسهلة ليحل البريد الإلكتروني محل البريد العادي في إرسال المواد والواجبات.
وفي أواخر التسعينيات الميلادية وأوائل القرن الحالي ظهرت المواقع الإلكترونية التي تقدم خدمة متكاملة للتعليم عن طريق شبكة المعلومات، وهي الخدمة التي شملت المحتوي التعليمي الذاتي، بالإضافة لإمكانيات التواصل والتشارك مع زملاء الدراسة من خلال ذات الموقع أو البريد الإلكتروني.
وحديثاً ظهرت الفصول التفاعلية التي تسمح للمعلم أو المحاضر أن يلقي دروسه مباشرة على عشرات الطلاب في جميع أنحاء المعمورة دون التقيد بالمكان، بل وتطورت هذه الأدوات لتسمح بمشاركة الطلاب بالحوار والمداخلة.
2- التعليم الإلكتروني: يعد التعليم أو التعلم الإلكتروني أسلوباً حديثاص من أساليب التعليم، توظف فيه آليات الاتصال الحديثة من حاسب، وشبكات، ووسائط متعددة من صوت وصورة، ورسومات وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات شبكة المعلومات. ومن ثم استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت، وبأقل جهد، وتحقيق أكبر فائدة.
وارتبط هذا النوع من التعليم بثورة المعلومات المتمثلة بشكل كبير في شبكة المعلومات، بوصفها أهم إنجاز تقني في إلغاء المسافات، واختصار الزمن، وأحال العالم إلى قرية إلكترونية صغيرة، يمكن فيها الوصول بسرعة إلى مراكز العلم والمعرفة والمكتبات.
كما يقوم التعليم الإلكتروني على الاستخدام الأمثل لشبكة المعلومات في التعليم، وتطوير العملية التعليمية، وتغيير نمط أداء المعلم والمتعلم، وتحقيق التفاعل بينهما عبر عالم بلا أوراق، ومؤسسات تعليمية بلا أسوار، وباستخدام عدد من النظم والأدوات التي منها الفصول الذكية ونظم إدارة التعليم والتعلم والمحتوى الرقمي.
3- التعليم الجوال: يتصف التعليم الجوال بالنمو السريع والمستمر نتيجة للتطور السريع للتقنيات والأدوات التي يعتمد عليها، ويتصف كذلك بتجول التعليم من أي مكان وفي أي وقت دون الالتزام بمكان ثابت ومحدد، ويعتمد على استخدام الأجهزة المحمولة وعلى فهم المتعلم لمفهوم التجول والتعليم أثناء التجوال.
ويمكن تعريفه بأنه إدارة وتصميم وإنتاج ومشاركة للمعرفة، وتداول للمصادر التعليمية، وتواصل بين المعلمين والمتعلمين من خلال استخدام خدمات وتطبيقات تكنولوجيا الأجهزة الجوالة دون التقيد بمكان محدد. ومن الخصائص التي يتميز بها هذا النوع من التعليم ما يلي:
أ- إمكانية تنقل المعلم والمتعلم في أماكن متعددة مع إدارة واستقبال التعلم في أي مكان.
ب- تحقيق المواءمة مع قدرات واستعدادات واحتياجات المعلمين والمتعلمين من خلال تعدد الخدمات والتطبيقات المتوفرة على الأجهزة المحمولة، وكذلك المرونة والتحكم في الصوت والصورة والألوان وغيرها.
ج- إتاحة التعليم في كل وقت، حيث يعتمد على استخدام تقنيات لا سلكية مثل الحواسيب الآلية المصغرة، والهواتف الذكية.
د- تسهيل التعلم الفردي، وتعزيز التعلم التعاوني من خلال بناء مجتمعات المتعلمين، وتوفير التغذية الراجعة الفورية، ورفع فعالية التكلفة المادية.
4- التعليم المتنقل: نمط من التعليم المنمذج الذي يسمع للمتعلم بالحصول على المواد التعليمية في أي مكان وزمان عبر التقنيات المتنقلة على اختلاف أنواعها وشبكة الإنترنت.
وتشير الإحصائيات إلى تزايد عدد الأجهزة المتنقلة، وتوسع مفهوم قابليتها للتنقل والحمل بسهولة، ومع تزايد حجم شاشاتها، وأعمار بطارياتها، وخيارات الإدخال التي توفرها، فقد أصبحت بديلاً مناسباً للحواسيب المحمولة.
وتجسد هذه الأجهزة على اختلاف أنواعها التقارب بين عدد من التقنيات التي تصلح للاستخدام في التعليم من ضمنها: الكتاب الإلكتروني، إدراج التعليقات، أدوات التأليف والإنشاء، وأدوات مواقع الشبكات الاجتماعية، وأدوات تحديد المواقع والبوصلة، إضافة إلى أدوات التقاط الصور ومقاطع الفيديو، وغير ذلك من التقنيات التي يسهل دمجها والاستفادة منها في عملية التعليم.
ويتميز التعليم المتنقل بعدد من الخصائص من أهمها ما يلي:
أ- خصوصية كل متعلم في وصوله إلى المواد التعليمية والبحث عنها والاطلاع عليها مستقلاً عن أقرانه.
ب- التفاعل بين المتعلمين وأقرانهم ومعلميهم بطريقة تسهل التعاون بينهم في إنجاز التعلم وأنشطته.
ج- خفة وزن أجهزته وسهولة حملها، وغيرها من الخصائص.
5- التعليم الافتراضي: يقصد به تزويد الفرد المستخدم لشبكة الإنترنت بما يحتاجه من معارف في مختلف المواد المنتقاة أو الاختصاص المختار، بغرض رفع المستوى العلمي أو بغرض التأهيل، وذلك باستخدام الصوت والفيديو والوسائط المتعددة والكتب الإلكترونية والبريد الإلكتروني ومجموعات الدردشة والنقاش وغيرها.
والغرض من التعليم الافتراضي هو زيادة فرص التعليم للجميع، والحصول على مؤهلات ودرجات علمية دون الذهاب إلى الجامعات؛ فالمؤسسات الافتراضية هي بمثابة مركز تدريب مفتوح ومستمر بدون حواجز المكان والوقت.
وقد بدأ الاعتماد على هذا النمط من التعليم بعد تحقيقه لنتائج جيدة على المستوى العالمي، وظهور أثره الإيجابي في دعم النظام التعليمي ورفع كفاءته، وتحقيق مبدأ التعليم المستمر والوصول إلى مصادر المعرفة بسهولة. ويجري التسجيل عادة في هذه المؤسسات التعليمية عبر وسائل الاتصال المختلفة، وعبر البريد الإلكتروني خصوصاً، كما تجري الامتحانات غالباً باستخدام الشبكة ضمن مراكز متخصصة معتمدة ومرخصة لذلك أو في المؤسسات التعليمية التي تتعامل مع هذا النمط من التعليم.
ومن أهم متطلبات التعليم الافتراضي توافر حاسب آلي للمتعلم، واشتراك بشبكة الإنترنت، وامتلاكه بريداً إلكترونياً، وأن يتوفر لديه حد أدنى من المعرفة التقنية والتعامل مع الأجهزة الإلكترونية، ويجري التواصل بين المتعلمين فيما بينهم والمعلمين بتنسيق مسبق، بواسطة وسائل الاتصال الإلكتروني.
ويرتكز التعليم الافتراضي على أسلوبين في تقديم الدروس، وهما:
أ- أسلوب الفصول أو القاعات الافتراضية أو الحرم الجامعي الافتراضي الذي يعتمد على تقنيات إضافية وبرمجيات خاصة تبعاً لطبيعة المقرر التعليمي، والتقنيات المتوفرة لدى المؤسسة التعليمية، من خلال تحديد توقيت معين مسبقاً لبث الدروس عن بعد.

ب- أسلوب التعليم الذاتي الذي يعتمد على استجلاب الدروس من موقع المؤسسة التعليمية من طرف المتعلم مع مشاركته في المنتديات والمناقشات عن طريق البريد الإلكتروني في الوقت الذي يريد ومن أي مكان يتواجد به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق