الاثنين، 22 مايو 2017

مبحث التنظيم الإسلامي والإداري ..!




أولاً : المفهوم الإداري للتنظيم الرسمي :
1- تحليل الأعمال ثم تجميعها في وظائف ، والوظائف في وحدات إدارية صغيرة ، والوحدات الصغيرة في أقسام ، والأقسام في إدارات . . . إلخ ، وتتم عملية التحليل على أساس موضوعي بغض النظر عن الأشخاص أو العلاقات التي تربط بينهم . ( الصباب ، 1993 ، ص 125 )
2- توزيع أوجه النشاط المختلفة على أفراد الجماعة مع تفويضهم السلطة لإنجاز ما أسند إليهم من أعمال بأعلى مستوى للأداء مع أقل جهد وأقل وقت وبأقل التكاليف . ( مطاوع ، 1996 ، ص 169 )
3- هيكلة العمل عن طريق تقسيم أو تصنيف خطوات العمل إلى مجموعات متناسقة وتحديد الأفراد القائمين بتلك الأعمال وبيان العلاقات بين تلك المجموعات وبيان المستويات القيادية وتحديد السلطات والمسؤوليات . ( الشريف ، 1434 هـ ، ص 18 )
ثانياً : المفهوم الإداري للتنظيم غير الرسمي :
1-             تأثر سلوك الأفراد وتصرفاتهم داخل أي جماعة بعوامل أخرى غير التي يقررها المديرون ، وهي تنظيمات تنشأ داخل هذه الجماعات بترابط أعضائها فكرياً وعاطفياً . ( الصباب ، 1993 ، ص 127 )
2-             هو ما يمثل الأفراد أو المجموعات العامة في التنظيم أو ما يسمى " التسلسل " ، ويتكون عادة بهدف إشباع الاحتياجات الاجتماعية للأفراد ، مثل الانتماء وتكوين الصداقات ، فهو نظام من العلاقات الشخصية المتداخلة التي تؤثر في القرارات الصادرة من التنظيم الرسمي. ( حريري ، 2002 ، ص 73 )
ثالثاً : المفهوم الإسلامي للتنظيم الإداري :
وظيفة إدارية لها طابعان : إنساني يركز على التعاون بين الأفراد ويقاوم النعرات الطائفية والصراعات الطبقية المتوقعة بينهم ، وفني يهتم بتحديد النشاطات المباحة ، وتجميع مهامَّها ، ثم تقسيمها على الأفراد كل حسب اختصاصه وموقعه ، مع بيان طرق الأداء والواجبات والصلاحيات اللازمة ، وكذلك الحقوق ( أي ما لهم وما عليهم ) ، وإبراز حجم الوحدات العاملة في المنشأة ومراكز القوى في الخريطة التنظيمية ، وتوضيح كل العلاقات القائمة بين مختلف أقسامها ووحداتها وموظفيها رؤساء ومرؤوسين ، وكذلك بين المتعاملين مع المنشأة من الخارج أفراداً أو مؤسسات ، كما يعمل على استغلال أمثل للإمكانات المتاحة وفقاً لأحكام وأنظمة مصدرها الشريعة الإسلامية – أو لا تتعارض معها – من أجل تحقيق أهداف مشروعة محددة مسبقاً .
ونظراً لأن المفاهيم الحديثة للتنظيم الإداري – الشرقية والغربية – تضم نوعين من التنظيم هما : الرسمي والذي اشتهر بصرامته وتعسف أنظمته ، وغير الرسمي الذي يقوم على العلاقات الاجتماعية بين الموظفين وهو نتيجة حتمية كرد فعل يساويه في القوة ويعاكسه في الاتجاه ، مما نجم عن ذلك وجود صراعات طبقية بين منسوبي المنشأة رؤساء ومرؤوسين ، فظهرت على السطح النقابات والاتحادات العمالية ؛ بهدف ضمان حقوق العمال وحمايتهم من أي اضطهاد . ولهذا – وعند المقارنة بالمفهوم الإسلامي للتنظيم – يلاحظ أن هذا المفهوم لا يقر تصنيف التنظيم إلى نوعيه التقليديين : الرسمي وغير الرسمي ، وإنما يقدم تصنيفاً آخر من نوع أفضل ، وهو
1-             تنظيم شرعي : يشمل جميع الإيجابيات الموجودة في كل من التنظيم الرسمي وغير الرسمي الحديث ، فضلاً عن محاسنه الإسلامية .
2-             تنظيم غير شرعي : يشمل جميع السلبيات والعيوب الموجودة في النوعين المذكورين.
وبهذا فقد اهتمت الإدارة الإسلامية في تنظيماتها المختلفة والمتعددة بشؤون تنظيم وإدارة علاقات الأفراد والجماعات فيما بينهم ، وكذلك علاقات كل منهم بالسلطات الحاكمة _ أو أولي الأمر – سواء أكانت هذه العلاقات تتعلق بالأحوال الشخصية أم بالحكم وقواعده وحقوق العرية على الدولة وواجباتها . ( المزجاجي ، 2000 ، ص

رابعاً : الدليل على التنظيم الإداري من القرآن الكريم والسنة النبوية : ( الجريسي ، ص 80 )
1-             من القرآن الكريم : قوله تعالى : ﴿ وَما كانَ المُؤمِنونَ لِيَنفِروا كافَّةً فَلَولا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ مِنهُم طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهوا فِي الدّينِ وَلِيُنذِروا قَومَهُم إِذا رَجَعوا إِلَيهِم لَعَلَّهُم يَحذَرون      [ التوبة : 122 ] ، وهذه الآية تعد نصاً في تقسيم المهمات ، وتخصيص الأعمال ، ففي الآية توجيه للمؤمنين بعدم الخروج للجهاد جميعاً ، بل تخرج طائفة منهم ، وتبقى الأخرى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لتتفقه في الدين حتى إذا رجع إخوانهم من الجهاد أخبروهم بما تعلموه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمور دينهم .

2-             من السنة النبوية : قوله صلى الله عليه وسلم : " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأشدُّهم في أمر الله عمر ، وأصدقهم حياءً عثمان ، وأقرؤهم لكتاب الله أبيُّ بن كعب ، وأفرضهم زيد بن ثابت ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، ألا وإن لكل أمة أميناً وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " [ صحيح مرفوع ] ، فالحديث إشارة واضحة إلى عظيم علمه صلى الله عليه وسلم بأهمية التخصص في الأعمال ، فها هو يخص أبيَّ بن كعب بمعرفة أوجه القراءات ، وزيدَ بن ثابت بعلم الفرائض ، ومعاذ بن جبل بعلم الحلال والحرام ، وأبا عبيدة بأمانة الأمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق