أولاً : المفهوم الإداري للتنظيم الرسمي :
1- تحليل
الأعمال ثم تجميعها في وظائف ، والوظائف في وحدات إدارية صغيرة ، والوحدات الصغيرة
في أقسام ، والأقسام في إدارات . . . إلخ ، وتتم عملية التحليل على أساس موضوعي
بغض النظر عن الأشخاص أو العلاقات التي تربط بينهم . ( الصباب ، 1993 ، ص 125 )
2- توزيع أوجه النشاط المختلفة على أفراد الجماعة
مع تفويضهم السلطة لإنجاز ما أسند إليهم من أعمال بأعلى مستوى للأداء مع أقل جهد
وأقل وقت وبأقل التكاليف . ( مطاوع ، 1996 ، ص 169 )
3- هيكلة
العمل عن طريق تقسيم أو تصنيف خطوات العمل إلى مجموعات متناسقة وتحديد الأفراد
القائمين بتلك الأعمال وبيان العلاقات بين تلك المجموعات وبيان المستويات القيادية
وتحديد السلطات والمسؤوليات . ( الشريف ، 1434 هـ ، ص 18 )
ثانياً : المفهوم الإداري للتنظيم غير الرسمي :
1-
تأثر سلوك الأفراد وتصرفاتهم داخل أي جماعة بعوامل أخرى غير
التي يقررها المديرون ، وهي تنظيمات تنشأ داخل هذه الجماعات بترابط أعضائها فكرياً
وعاطفياً . ( الصباب ، 1993 ، ص 127 )
2-
هو ما يمثل الأفراد أو المجموعات العامة في التنظيم أو ما يسمى
" التسلسل " ، ويتكون عادة بهدف إشباع الاحتياجات الاجتماعية للأفراد ،
مثل الانتماء وتكوين الصداقات ، فهو نظام من العلاقات الشخصية المتداخلة التي تؤثر
في القرارات الصادرة من التنظيم الرسمي. ( حريري ، 2002 ، ص 73 )
ثالثاً : المفهوم الإسلامي للتنظيم الإداري :
وظيفة إدارية لها طابعان : إنساني يركز على التعاون بين الأفراد
ويقاوم النعرات الطائفية والصراعات الطبقية المتوقعة بينهم ، وفني يهتم بتحديد
النشاطات المباحة ، وتجميع مهامَّها ، ثم تقسيمها على الأفراد كل حسب اختصاصه
وموقعه ، مع بيان طرق الأداء والواجبات والصلاحيات اللازمة ، وكذلك الحقوق ( أي ما
لهم وما عليهم ) ، وإبراز حجم الوحدات العاملة في المنشأة ومراكز القوى في الخريطة
التنظيمية ، وتوضيح كل العلاقات القائمة بين مختلف أقسامها ووحداتها وموظفيها
رؤساء ومرؤوسين ، وكذلك بين المتعاملين مع المنشأة من الخارج أفراداً أو مؤسسات ،
كما يعمل على استغلال أمثل للإمكانات المتاحة وفقاً لأحكام وأنظمة مصدرها الشريعة
الإسلامية – أو لا تتعارض معها – من أجل تحقيق أهداف مشروعة محددة مسبقاً .
ونظراً لأن المفاهيم الحديثة للتنظيم الإداري – الشرقية
والغربية – تضم نوعين من التنظيم هما : الرسمي والذي اشتهر بصرامته وتعسف أنظمته ،
وغير الرسمي الذي يقوم على العلاقات الاجتماعية بين الموظفين وهو نتيجة حتمية كرد
فعل يساويه في القوة ويعاكسه في الاتجاه ، مما نجم عن ذلك وجود صراعات طبقية بين
منسوبي المنشأة رؤساء ومرؤوسين ، فظهرت على السطح النقابات والاتحادات العمالية ؛
بهدف ضمان حقوق العمال وحمايتهم من أي اضطهاد . ولهذا – وعند المقارنة بالمفهوم
الإسلامي للتنظيم – يلاحظ أن هذا المفهوم لا يقر تصنيف التنظيم إلى نوعيه
التقليديين : الرسمي وغير الرسمي ، وإنما يقدم تصنيفاً آخر من نوع أفضل ، وهو
1-
تنظيم شرعي :
يشمل جميع الإيجابيات الموجودة في كل من التنظيم الرسمي وغير الرسمي الحديث ،
فضلاً عن محاسنه الإسلامية .
2-
تنظيم غير شرعي :
يشمل جميع السلبيات والعيوب الموجودة في النوعين المذكورين.
وبهذا فقد اهتمت الإدارة الإسلامية في تنظيماتها المختلفة
والمتعددة بشؤون تنظيم وإدارة علاقات الأفراد والجماعات فيما بينهم ، وكذلك علاقات
كل منهم بالسلطات الحاكمة _ أو أولي الأمر – سواء أكانت هذه العلاقات تتعلق
بالأحوال الشخصية أم بالحكم وقواعده وحقوق العرية على الدولة وواجباتها . (
المزجاجي ، 2000 ، ص
رابعاً : الدليل على التنظيم الإداري من القرآن الكريم والسنة
النبوية : ( الجريسي ، ص 80 )
1-
من القرآن الكريم : قوله تعالى :
﴿ وَما كانَ المُؤمِنونَ لِيَنفِروا كافَّةً فَلَولا نَفَرَ مِن
كُلِّ فِرقَةٍ مِنهُم طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهوا فِي الدّينِ وَلِيُنذِروا قَومَهُم إِذا رَجَعوا إِلَيهِم لَعَلَّهُم يَحذَرون ﴾ [ التوبة : 122 ] ، وهذه الآية تعد نصاً في
تقسيم المهمات ، وتخصيص الأعمال ، ففي الآية توجيه للمؤمنين بعدم الخروج للجهاد
جميعاً ، بل تخرج طائفة منهم ، وتبقى الأخرى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛
لتتفقه في الدين حتى إذا رجع إخوانهم من الجهاد أخبروهم بما تعلموه من رسول الله
صلى الله عليه وسلم من أمور دينهم .
2-
من السنة النبوية : قوله صلى الله عليه وسلم : " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأشدُّهم في أمر الله عمر ،
وأصدقهم حياءً عثمان ، وأقرؤهم لكتاب الله أبيُّ بن كعب ، وأفرضهم زيد بن ثابت ،
وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، ألا وإن لكل أمة أميناً وإن أمين هذه الأمة
أبو عبيدة بن الجراح " [ صحيح
مرفوع ] ، فالحديث إشارة واضحة إلى عظيم علمه صلى الله عليه وسلم بأهمية التخصص في
الأعمال ، فها هو يخص أبيَّ بن كعب بمعرفة أوجه القراءات ، وزيدَ بن ثابت بعلم
الفرائض ، ومعاذ بن جبل بعلم الحلال والحرام ، وأبا عبيدة بأمانة الأمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق